2008-04-15

خواطر متفرقة



ما أرق نسيم الصباح .. ما أجمل أن تداعب نسمات الفجر محياك .. ما أروع أن تستشعر أنك من الصفوة الذين أصطفاهم الله عز وجل ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة )

نسيم الفجر يداعب وجهك .. بل وربي يداعب قلبك .. ساعات مضت .. ها هي الشمس ترسل آشعتها .. والعصافير تسبح ربها وكأنها تنشد تهنئك وتسعدك .. يالله .. يالها من مشاعر بعد الفجر .. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة


هل سبق لك وأحببت انسان في الله ؟ .. لله ما أحلي الحب في الله .. أشخاص تنبض قلوبنا علي دقات قلوبهم .. وتتحرك أنفاسنا علي وقع آثار نفوسهم .. بل ونفكر فيما يفكرون فيه .. بل ربما نطق اللسان بنفس ما يتحدثون به من غير اتفاق .. بل وربي ربما ورد علي الذهن نفس الأفكار التي بها يفكرون من غير نطق باللسان ولا إفصاح .. وأنتم لستم في نفس الظروف .. بل ربما أنت في بلد وهو في بلد آخر .. كما قال الأول :


روحها روحي وروحي روحها .. ولها قلب وقلبي قلبها


وكما قال الآخر :


قال لي حبيبي لما زرته : من ببابي ؟ قلت بالباب أنا

قال أخطأت تعريف الهوي .. حين فرقت فيه بيننا

فلما مر عام زرته .. قال : من ببابي

قلت : أنظر فما ثم إلا أنت بالباب هنا

قال : أصبت تعريف الهوي وعرفت الحب فأدخل يأنا



أنا وأنت بشر .. لنا من المحاسن ما لنا وعلينا من العيوب ما الله عز وجل به عليم .. والعصمة قد مضي زمانها بموت المصطفي صلي الله عليه وسلم .. ليست المشكلة أن تخطئ .. لكن المشكلة أن تستمر علي عيوبك وأنت تعلمها ولا تحاول اصلاحها


ولم أرى في عيوب الناس عيباً .. كنقص القادرين علي التمام



( ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم .. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين )



رباه عفوك .. إني للنور قد مددت يداى

أبكي وأبكي .. ويبكي دمعي ويبكي بكايا

فحفنة من وعاءٍ .. غرسه من دمايا

ولا لغيرك دوى يارب يوماً ندايا

إليك أمسي صباحي مصفداً في مسايا

فأذكر ضياؤك إني .. ظمآن ضل صدايا



يااااااااارب



عجباً لمن عرفك ثم أحب غيرك

وعجباً لمن سمع مناديك ثم تأخر عنك



وصلى الله وسلم على نبينا محمد

2008-04-10

إلي أمي الحبيبة الحنون

إلى من لن استطيع ان اكتب لها اكثر من عدد قطرات مياه بحار الأرض جميعا .. إلى الحنونه دائما .. الى شمسي وقمري .. الى أغلى كواكب الدنيا .. إلى منارة الحب في كل أيام السنة .. إلى بهجة الفصول الأربعة .. الى نوارة الدنيا بكل متاهاتها الممقتة .. إليك أيتها الحبيبة دائما وابدا

في زمان القهر الحزين .. أبحث عن حضن يحملني بعيدا عن الاحزان .. أمي .. ياروح فؤادي .. اليوم اقف .. عند اعتاب قدميك .. اقبل يديك .. واهديك سنا عمرى .. ارتمى بين احضانك .. يابحر الحنان

أمي .. هي النسمات بل لمسات كلحن يعزفه النسيم ملاطفا اغصان الشجر

كم اشتاق اليكي يأمي .. كيف لي أن أوفي فضلك .. قوليلي بالله .. كيف لي أن أوفي للشمس حقها إذ تبتسم للأرض بنورها وشعاعها .. أم كيف لي أن أوفي السماء حقها عندما تحن إلي الأرض فتسكب دموعها .. أم كيف لي أن أوفي القمر حقه عندما يضئ الأرض بسنا نوره

آآآه أيها القمر .. كلما نظرت إلى شيء أمامي وجدتك أجمل وأجمل

نظرت إلى الماء .. وجدتك أصفى وأنقى .. نظرت إلى الورد .. وجدتك أحلى أبهى .. تذكرت الوفاء وجدتك من الوفاء أوفى .. فجأة نظرت لأعلى .. رأيت القمر يسير بكـبـريـاء .. أمامه نجوم وخلفه نجوم .. أعجبني جماله فأهديته سلام .. اتبعت سلامي بابتسام

كم أنت مغــرور يا قـمـر .. أما تعلم أني املك اجمل منك .. لماذا تتكبر !! .. ألم تنظــــر إلى هذه الأرض؟ .. ألم تعلم أن بالوجود افضل منك ؟ .. لم تعجبـه كلماتــــــي .. وقــــف في كبـــد السماء .. وقال لي من تكون؟ .. قلت إنها ملكة في أرضها .. ملاك في سماؤها .. وأنا مُلكاً لها .. إذا ابتسمت رأيت برقاً يتلألأ من
فمها .. فقال أين هي؟ .. فتحت صدري وقلت هنا سكنها .. وعلى قلبي نقش اسمها .. وكلمة احبك دائما على فمها

تساقطت علي أمطار من السماء .. عرفت أنها ليست أمطار .. بل دموع من عيون القمر .. نعم يأمي لقد بكى القمر .. رأى نورا يشـــــع من قلبي .. احمله وهو شرف لي .. آه يأمي لقد بكي القمر .. قال لي فعلاً .. أنا شبيــــه لـهــــا .. فقــــلت صدقت فأنت تشبهها .. وضياءك مستمد من نــورهـا

أنا معك اشعر انني طفلك المدلل .. يريد أن يقفز .. يلعب .. يصرخ .. يريد أن يقف به الزمان والمكان .. يريد أن يبقى معك وإلى الأبد .. تدلليه حتى تغفو عينيه وينام بين ذراعيك .. وعندما يأتي الصباح .. يفتح عينيه فلا يرى سوى نظرات حنان عينيك .. فتبتسم له الدنيا

2008-04-05

مؤذن الفجر .. طفل في الخامسة

ارتفع النداء يشق الفضاء “ الله أكبر .. الله أكبر ” .. قمت فتوضأت .. يالشدة برودة الماء .. نحن الأن في فصل الشتاء .. الساعة تقترب من الخامسة والربع .. والصوت الذي سمعته هو صوت آذان الفجر .. توضأت بالماء البارد وأنا أذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم عن ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات .. إنه إسباغ الوضؤ علي المكاره .. توضأت سريعا وأخذت المنشفة فجففت الماء .. أثقلت من الملابس وخرجت إلي المسجد

فتحت باب الشقة وخرجت ففتحت باب المنزل وخطوت خطوة إلي الشارع .. سبحان الله .. ما هذا الضباب .. أشم رائحة المطر .. الشارع يبدوا كمدينة أشباح .. بدأت أحدث نفسي .. هل هذا هو البرد الشديد الذي قد يكون عذراً لترك الجماعة والصلاة وحدي منفرداً بالمنزل .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. عزمت علي المضي إلي المسجد .. أغلقت باب المنزل خلفي وسرت في الطريق .. في طريقي إلي المسجد لا أسمع غير صوت ” الشخير ” الذي ينبعث من بعض البيوت .. مر بخاطري قول النبي صلي الله عليه وسلم عن بيوت الأشعريين : ” إني لأعرف الأشعريين من بيوتهم بتلاوةالقرآن ” .. سألت نفسي ماذا لو مر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ببيوت المسلمين اليوم .. لم أستطع الإجابة .. وضعت علامة استفهام و مضيت في طريقي

وصلت إلي المسجد .. دخلت فوجدت الإمام قائم ممسك بيده المصحف يراجع ما يقرأه في الصلاة .. وشخص آخر مسند ظهره إلي الحائط .. و .. لن تصدقوني .. أنا نفسي لم اصدق نفسي .. ذُهلت ساعة رأيته .. بوجهه البرئ وشعره الناعم وعيناه المتألقتان .. طفل لا يتجاوز الخامسة .. جالس في المسجد .. تلمح عليه براءة الأطفال .. لكن .. ما الذي أتي به في هذه الساعة .. وفي هذا البرد الشديد .. أيضاً لم أجد إجابة .. يبدوا أن اليوم يوم علامات الإستفهام .. لكن ربما هو ابن هذا الرجل المسند ظهره للحائط .. ربما كانوا سهرانين إلي الفجر وتعلق الولد بأبيه فجاء معه للمسجد .. ربما .. ربما
لفت انتباهي أن العمود الذي يحمل ميكروفون المسجد - وهو من النوع الذي نتحكم بإرتفاعه أو قصره - لفت انتباهي أنه منخفض إلي أقصي درجة .. لم أعلق ولم يرتبط شئ بذهني ساعتها .. شرعت في صلاة سنة الصبح التي قال عنها الحبيب صلي الله عليه وسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها .. انتهيت من الصلاة وجلست أنتظر إقامة الصلاة .. فجأة حدث ما لم يكن بالحسبان .. ولم أكن أتخيله قط

أشار الإمام إلي الطفل كي يقيم الصلاة .. الله أكبر .. ساعتها عرفت لماذا حامل الميكروفون منخفض لأقصي درجة .. إنه مؤذن الفجر .. ذاك الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة بحال .. أصابتني قشعريرة وأنا أسمع صوت “ الله أكبر .. الله أكبر ” من ابن الخامسة .. عرفت بعدها أن الطفل أتي وحده وليس برفقة أحد .. أتي وحده في هذا البرد
الشديد

أخبرني الإمام بعدها أن هذا الطفل أتي له من يومين وطلب منه أن يؤذن .. فقال له : تعال الفجر لتؤذن .. والظن أن الطفل لن يأتي .. وهاهو ذا يومه الثاني يأتي ليؤذن لصلاة الفجر .. سألته من والد الطفل .. أخبرني أنه حتي لا يعرف أهل الطفل ولا أين يسكن .. عدت في طريقي إلي المنزل وأنا أفكر في هذا الطفل الصغير .. بل في هذا “ البطل الكبير “ ـ

2008-04-01

وعندها بكيتــ


أردت أن أذكرها بالله .. فذكرتني هي بالله .. لطالما عرفتها بهمتها العالية .. وعزيمتها وطموحها .. رأيتها في يوم كالوردة الذابلة .. أحسست فيها بإنكسار لم أعهده .. أين الروح المشرقة .. والإبتسامة التي لا تغادر تلك الشفاه .. سألتها : ماذا بكِ ؟ تهربت مني .. ألححت عليها .. أخبرتني أنها أرسلت أوراقها وفحوصاتها لطبيب ألماني لكنهم لم يردوا عليها .. أي طبيب !! .. لم أفهم .. حسبتها مريضة تشكوا من عرض .. بعض الوقت ستشفي .. سمعت صوت دموع .. جلست أذكرها .. أين الصبر والرضا بقضاء الله

استرجعت أحاديث وآيات في هذا المضمون .. ما زالت دموعها تتساقط .. أجد نفسي مضطرا أن أذكر أحوال المرضي .. ذكر أحاديث المرضي في بعض الأحيان شفاء .. هذا أعمي لا يبصر أصنافاً يأكلها .. هذا أعرج .. هذا أقطع .. ننظر إليهم ونقول : الحمد لله .. يارب إن كنت أخذت فقد أعطيت .. وإن كنت أبتليت فقد عافيت .. إلي الأن لم تخبرني عنها .. مما تشكوا .. في البداية كنت أستشعر أنها لا تريد أن تتكلم .. وأخيراً أحسست أني أكثرت من الكلام وأثقلت عليها من التذكير


قالت لي : منذ سنين لا أستطيع أن أترك مكاني .. يداي ورجلاي لا تتحرك .. أكثر من عشر سنين .. تخيل أنك لو مريض حفظك الله تذهب فتشتري الدواء أما أنا فلا أستطيع حتي أن أتناول الدواء بنفسي وهو عندي .. إذا ما داعب الجوع بطنك تذهب فتجهز طعامك أما أنا فلا أستطيع تناول الطعام وهو عندي .. يالله .. وعندها بكيت .. نعم بكيت .. كيف لا أبكي !! لم أبكي عليكي أختاه .. بل دموعي والله ما سكبتها إلا علي نفسي .. كم نحن مقصرون في حق الله .. هذا يتمني أن يسجد لله سجدة .. لكنه لا يستطيع من المرض أن تلامس جبهته الأرض .. هذا يتمني أن يمشي خطوة .. وكم خطوات مشيناها في غير طاعة الله .. يالله أعفوا عنا


كم نطلب الله في ضر يحل بنا *** فإن تولت بلايانا نسيناه

ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا *** فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه

ونركب الجو في أمن وفي دعة *** وما سقطنا لإن الحافظ الله


قالت لي تعرف هذا الحديث .. أن العبد يذكره ربه .. لو زرت فلانا لوجدتني عنده .. فكرت طويلا كيف يجد العبد ربه عنده - قالت هي - أي تستشعر نعم الله عندك عندما تري هذا المريض وقد حرمها .. جئت أذكرك بالله فذكرتيني والله .. دموعي في عيني ما زلت أفكر في الكلمات .. سمعت آذان الفجر .. ذهبت إلي الصلاة وأنا اسأل الله الثبات