2008-07-25

الإدارة ببركة دعاء الوالدين


الإدارة علم كبير .. وفن من الفنون .. ومتعة حقيقية عند تطبيقها على أرض الواقع .. درست في الجامعة الإدارة .. وأنها : هي الوظيفة التي عن طريقها يتم الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق و أقلها تكلفة و في الوقت المناسب و ذلك باستخدام الإمكانيات المتاحة للمشروع


ودعاء الوالدين من الحاجات المهمة جدا في حياتنا .. اللي يمكن ربنا بيكرمنا علشانها .. ودعاء الوالدين مقبول إن شاء الله

ـ لكن ما العلاقة بين الإدارة كعلم .. وفن من الفنون وبين بركة دعاء الوالدين ؟؟ !! ـ

طول عمرنا كمصريين .. ويمكن غير المصريين كمان .. بنستخدم التعبير ده لما بنيجي نتكلم عن بعض الأمور " دي ماشية ببركة دعا الوالدين " .. والمعنى الذي يفهمه كل سامع .. إن الأمور ماشية بالبركة يعني ماشية كده وخلاص .. يعني من غير نظام ولا أصلا عارفين هي ماشية ازاي

ممكن تركب مع سواق تاكس .. والعربية مهكعة وصوت الموتور المزعج بتاعها صدعك .. بعد ما يقعد يشكيلك همومه .. تقوله ياعم أنت أزاي ماشي بالعربية دي كده .. والظروف دي كلها .. يقولك " دي ماشية ببركة دعا الوالدين " .. أو " دي ماشية بالبركة "

طالب راح يجيب النتيجة .. والكل عارف عنه إنه طول السنة لا قرأ صفحة ولا فتح كتاب .. واحد يسأل التاني أزاي ده نجح !! يقوله : ببركة دعا الوالدين

المهم

اكتشفت ان في علاقة عميقة وثيقة بين الإدارة وبركة دعاء الوالدين – بالمعنى الذي ذكرته طبعا – هذا الإكتشاف قد أنافس به " بيتر دراكر " مؤسس علم الإدارة وتايلور و ليفجستون وغيرهم ممن وضعوا بصماتهم على الطريق .. وعندي لذلك دلائل وبراهين مع مراعاة جميع جوانب البحث العلمي

تخيلوا معي

شركة تضم " مدير " يعطي لنفسه جميع الصلاحيات .. يريد أن يكون هو : المدير العام ومساعد المدير و مساعد مساعد المدير و مدير المبيعات ومدير التسويق ومدير الإنتاج .. يعني عامل نفسه سبع مديرين في بعض زي ما بنقول

يتخيل نفسه أنه يفهم في كل شئ .. إذا تحدثت معه في أي موضوع تجد أنه الأول فيه .. إذا تحدثت معه عن السفر والسياحة .. يخبرك عن رحلاته .. وذهابه وإيابه .. وسفره – على الفرست كلاس طبعا – وازاي إنه لف العالم حتة حتة وما سابش حتة فيكي ياكرة أرضية إلا وحط رجله عليها

وإذا انفتح موضوع عن الشراء والتسوق والشوبنج .. يكلمك عن المحلات اللي بيشتري منها – طبعا كلها ماركات عالمية مش أي كلام - وإذا تطرق الموضوع إلى العلاقات والمعارف .. يحكيلك عن معارفه وعلاقاته الواسعة .. وإن كبارات البلد كلهم " تحت باطه " .. وأرقام تلفوناتهم نفر نفر متسجلة عنده في الموبايل .. ولو مش مصدق هأرنلك عليهم

المهم طولت عليكم

الشركة دي تضم مئات العاملين .. وبالتالي مئات البيوت المفتوحة .. والأفواه التي تنتظر كل أول شهر ما يسد رمقها

طبعا المدير زي ما قلتلكم حاطط كل الصلاحيات في ايده .. وبالتالي ما فيش سلم وظيفي ولا يحزنون .. وكل واحد في الشركة دي بيعمل اللي هو عاوزه .. وناس تانية مش عارفة تعمل ايه لأنهم بجد مش عارفين يعملوا ايه مع إنهم نفسهم يعملوا اللي مش عارفين يعملوه – فاهمين حاجة !! –

الشركة دي بتبيع منتج من المنتجات .. طبعا المفروض إن أي شركة بتبيع أي منتج .. المفروض يكون عندها كاتالوج للمنتج ده .. الشركة دي بقى ما عندهاش كاتالوج ولا دياولوا .. تدخل أي مكتب من مكاتب الشركة دي هاتلاقي الورق منعكش وكل شئ متلغبط .. ومرة واحد موظف غلبان اقترح على المدير إنه يجيب البتاعة دي اللي فيها أرفف علشان ينظم الورق ده .. رد عليه وقاله : هو من كترة الورق يعني !! ـ

الشركة دي أي حد بيشتغل في أي قسم بغض النظر عن امكانياته وقدراته .. وهو يقدر يعمل ايه أو بيحب ايه .. مع إن ممكن واحد بيعمل في قسم معين انتاجه 20 % .. يمكن لو راح قسم تاني بيحبه هايكون انتاجه 80 أو 90 %

الشركة دي بتروح تشتري منها الشئ أبو عشرة يدهولك بعشرين .. والشئ ده ميعاده يوصلك بكرة . يوصلك الشهر الجاي .. ده طبعا إن وصلك

هاتسألوني طبعا الشركة دي قفلت أبوابها من أد إيه كده ؟؟؟؟

أرد عليكم أقولكم .. الشركة دي لسة شغالة .. يمكن كان ممكن تقفل أبوابها لو كانت تستخدم أحد أساليب الإدارة التقليدية .. زي الإدارة بالأهداف أو إدارة الجودة الشاملة مثلا .. لكن الشركة دي لسة شغالة لأنها بتستخدم اسلوب فريد في الإدارة .. " الإدارة ببركة دعا الوالدين " ـ

2008-07-19

ألف مليوووووون مبروووووك حبيبي شادي

ألف مليوووووون مبروووووك حبيبي شادي

كنت أتمنى أكون معاك يوم زواجك .. لكن الظروف أحياناً بتكون أقوى من الجميع .. سبحان الله في كتب الكتاب ربنا قدر وكنت موجود في مصر وحضرت .. أد ايه كنت مبسوط ساعتها .. لكن المرة دي ماليش نصيب .. يلا خير

اليوم فرح أخي وحبيبي في الله " شادي " على أخت حبيبي بشمهندس أحمد باشا .. الفرح شغال دلوقتي .. وأنا هنا لوحدي .. بجد بجد كنت أتمنى أكون معاكم

جسمي معي غير أن الروح عندكم .. فالجسم في غربة والروح في وطن

بجد ياشادي من أول يوم عرفتك فيه .. وأنا والله حبيتك في الله جدا .. روحك الحلوة .. همتك العالية .. أحسبك من المخلصين ولا أزكي على الله أحدا .. الابتسامة اللي دايما لا تفارق وجهك ما شاء الله .. كل مرة بتقابلني فيها وتاخدني بالحضن كأني غايب عنك من سنين .. يااااه .. ربي يسعدك يارب ويوفقك لكل خير إن شاء الله

وما شاء الله ربي أكرمك بزوجة صالحة ولله الحمد .. بيت " أحمد " أعرفه كويس .. بيت ما شاء الله ملئ بالخير والبركة .. أدعوا الله إنه يملأ بيتكم بالسعادة حبيبي ويرزقكم بالذرية الصالحة


أحقاً ما ارى أم في السباتِ

أنال حبيب قلبي المكرماتِ ؟

هنيئاً يا مُنى روحي هنيئاً

بما حَقَّقْته مــن أمنيـــــــــاتِ

وأنت شريك أفراحي ودربي

وأنت القلب ينبض بالحيـــاةِ

تزوج نور عيني نبضُ قلبي

فأشرق نوره في الخافقاتِ

مبارك والسرور يفيضُ مني

ففرحك فرحُ قلبي يا غلاتي


بارك الله لكما .. وبارك عليكما .. وجمع بينكما في خير

في يوم ميلادي

لا أدري هل أهنئ نفسي أم أعزيها .. وهل هو يوم يستحق فيه الإنسان التهنئة أم يستقبل فيه العزاء

اليوم يكتمل عمري 25 ربيعاً .. وإن شئت فقل خريفاً أو صيفاً أوحتى شتاءاً

مضى من عمري 25 عاماً .. مضت السنوات وكأنها ساعات .. بل قل نسمات لامست كف طفل وضع رأسه يستريح من عناء الدنيا قليلاً فإذا به ينتبه بعد لحظات ليجد كل شئ قد تغير ويجد نفسه ابن ال 25 عاماً

مضت الأيام بحلوها ومرها .. شريط ذكريات 25 عاما يمر أمامي وكأنه أيام قليلة .. بل إن شئت فقل دقائق معدودات .. بل ثواني ولحظات

يحتفل بهذا اليوم الكثيرون .. يفرحون ويمرحون .. تُقدم الهدايا .. ولكن .. حتى بعيداً عن الناحية الشرعية .. كيف يحتفل إنسان بأنه اقترب أكثر فأكثر من النهاية

إنا لنفرح بالأيام نقطعها .. وكل يوم مضى يدني من الأجل

مضت هذه السنوات بما تحمله من ذكريات .. تحمل بين طياتها الكثير والكثير .. مشاعر فرح .. ومشاعر ألم .. أوقات سعيدة .. وأخرى حزينة .. استقبال مولود .. وتوديع مفقود .. همة عالية في بعض الأوقات .. وفقد للروح أوقالت أخرى .. صداقات جديدة نشأت .. وأخرى فُقدت .. مضت السنوات .. مضت بكل ما فيها .. مضت كأنها أضغاث أحلام .. أو كطيف زار في المنام

في كل مرحلة من مراحل العمر هناك بعض المواقف والأحداث تترك أثراً في شريط الذكريات .. هناك بعض المواقف فعلا وكأنها منقوشة على جدار هذه السنين .. حتى في مرحلة الطفولة والتي ينساها الكثير .. هناك بعض الأحداث مسطرة لا يمكن نسيانها

لأول مرة يأتي يوم ميلادي ويزداد عمري عام وأنا بعيد عن بلدي .. لا أدري كم من الأعوام سيمر وأنا بعيد .. لا أحب البعد عن بلدي رغم كل المشاكل التي أعانيها وأنا فيه .. أتمنى إن شاء الله أن ينصلح الحال والعام القادم أكون قد عدت .. وجهدنا نبذله من أجل بلدنا بدلاً من أن يضيع في الغربة

كم أستشعر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتنم خمسا قبل خمس .. شبابك قبل هرمك .. وغناك قبل فقرك .. وفراغك قبل شغلك .. وصحتك قبل سقمك .. وحياتك قبل موتك - رواه الحاكم

ولله الحمد في سن الشباب يستطيع الإنسان أن يفعل ما لا يستطيع أن يفعله بعد ذلك .. كم نحن مقصرون في استغلال هذه المرحلة مع أنها فرصة لن تتكرر .. وهاهي إحدى التابعيات .. حفصة بنت سيرين رضى الله عنها تنادينا وتقول : يامعشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشباب

لعل هذه الذكرى تكون فعلا ذكرى .. يجب أن نتوقف قليلاً .. لو قُدر لي أن أعيش 60 عاماً .. فهاهي 25 منها انقضت كلمح البصر .. وسيمضي ما تبقى بنفس السرعة .. فليت هذا الميلاد يكون ميلاداً لي من جديد

حياة الإنسان كلها تمضي على هذه الوتيرة .. يتصور الإنسان أن الحياة أمامه طويلة .. وينسى أنها أقصر مما يتصور .. اسألوا الشيوخ في شيخوختهم كيف كانوا يتصورون الحياة .. وكيف يرونها الأن !! ـ

قرأت قديما - وإن كنت لا أعلم مدى صحة الأثر - أن نبي الله نوح - عليه السلام – لما علم عن أعمار أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – قال : لو كنت منهم لبنيت قبري فوق بيتي .. وعاش عليه السلام طوال حياته لم يتخذ بيتا


سيصير المرء يوما جسدا ما فيه روح .. كلنا في غفلة والموت يغدو ويروح

نح علي نفسك يا مسكين إن كنت تنوح .. لتموتن وإن عمرت ما عمر نوح

فكيف بنا والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك - أخرجه الترمذي

والواقع يشهد ويؤيد .. اسألوا سكان الأرض منذ 100 عام أين أنتم !! بل اسألوا سكان الأرض بعد 100 عام أين سيكونون .. لا شك أنني وأنت موجه إلينا هذا السؤال ؟؟ كل من فوق ظهرها غداً سيصبح في بطنها .. هكذا حالها .. تحتضن بين جنباتها كل من مشى على ترابها

مضت ال 25 عاماً بأيامها ولياليها .. سنوات وشهور .. اسابيع وأيام .. دقائق وثواني .. ال 25 عاما تتكون من 300 شهر .. و 9125 يوم .. 219.000 ساعة .. 13.140.000 دقيقة .. 788.400.000 ثانية .. الله أعلم بما في هذه السنوات والشهور والاسابيع والايام والدقائق والثواني .. يعلم سبحانه كل ما حدث فيها .. فالله المستعان .. اسأل الله جل وعلا أن يغفر لنا ما كان فيها من تقصير .. وأن يبارك فيما بقي ويوفقنا فيه للخير يارب العالمين

2008-07-18

قلم رصاص ـ (2) ـ

بالرغم من التقدم العلمي في وسائل الكتابة .. بداية من ( الألة الكاتبة ) مروراً بـ ( الكيبورد ) و ( التاتش سكرين ) .... الخ

فسيبقى له مكانته .. كيف لا !! والذي أعطاه مكانته هو رب العالمين حينما أقسم به .. وأي شرف له عندما يقول الله :ـ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [القلم : 1]

ته أيها القلم وأرفع رأسك لتعانق كواكب الجوزاء .. بل لتأتي كواكب الجوزاء من ثرياها العالية لتعانقك ليرتفع قدرها عندما تلامس من أقسم به الله جل وعلا

اسألوا الشعراء والأدباء عنه .. اسألوا الفنانين والمبدعين .. اسألوا شوقي بأي شئ خط اشعاره .. وأي شئ كان مصدر إلهامه .. اسألوا بيكاسوا ودافنشي عن الخطوة الأولي على طريق إبداعهم .. سيجيب الجميع .. إنه القلم

أتخيل كاتب أو صحفي يكتب مقاله مباشرة من ذهنه عبر أي من الآلآت الحديثة من غير أن يمر بالقلم .. يجلس .. يحضر فنجاناً من قهوة .. تأتي إليه الفكرة فتسمع طرقعة الكيبورد .. لا ورقة ولا قلم .. صدقوني ستأتي كلماته جامدة .. فالقلم هو الذي يعطي الكلمات الحياة ويبعث فيها البريق

أتخيل مداد القم وكأنه الروح الذي بها يحيا هذا المخلوق .. يسكبها على الصفحات لتحيا بها الكلمات .. ويظل يبذل روحه إلى آخر قطرة من المداد

القلم هو الصديق الأمين الذي تستطيع أن تستأمنه على أسرارك وأنت على يقين أنه لن يبوح لأحد بما استأمنته

بالرغم من الأشكال المتعددة والأنواع المختلفة من الأقلام الحديثة .. فسيبقى للقلم الرصاص مكانته .. لا أدري ما السر الذي يكمن في " القلم الرصاص " عندما أمسك الأقلام العادية لا أستشعر تلك الروح التي أستشعرها معه ولا تنساب الكلمات بتلك التلقائية

أعرف أحد الأصدقاء كان يجمع الأقلام التي يستخدمها في المذاكرة طوال العام .. يخرجها ليلة الأمتحان جميعا .. ويقول : يارب .. هذه شاهدة على مجهودي وتعبي فلا تضيع جهدي وكلله بالنجاح يارب العالمين

عندما أقوم ببري قلمي الرصاص أضع برايته بجانبي .. أستشعر أنه يخاطبني .. أستشعر أنه يخاطبني .. كم يبذل ويضحي .. يصغر هو لنكبر نحن .. يتلاشى من أجلنا

أعجب من أناس لا يعرف القلم لأيديهم طريقاً .. ومن طلاب يذاكرون من غير الورقة والقلم .. مع أن الله عزوجل قال : الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق : 4] .. والإمام أحمد رحمه الله رأوه كبيراً لم يزل يحمل المحبرة يدون على الأوراق .. فسألوه عن ذلك .. قال : مع المحبرة إلى المقبرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك مقال رائع بعنوان : القلم .. هل ينقرض أم يعيش قروناً أخرى على منتدى الساحل الشرقي

تفسير أول سورة القلم على موقع الشبكة الإسلامية

قلم رصاص ـ (1) ـ


لا أدري من أين ابدأ .. لكن دائما البداية من أول السطر

لا أعرف هل أوفيه حقه .. رغم أنني سأكتب عنه به .. وسأتحدث إليه منه .. إلا أنه كعادته دائما من يوم عرفته بسيط ومتواضع .. لم يقف يوما موقف كبرياء ولا غرور

تزدحم الأفكار أمامي وتتوه في مخيلتي .. فما هي إلا لحظات ويقف هو في موضعه بين يدي .. أحسبه حائراً لا يدري أين يذهب ولا في أي طريق يسير .. لكنني أكتشفت بعد ذلك أنه لم يكن يوماً حائراً ولا تائهاً

سكونه في موضعه الذي كنت أحسبه ضعف .. أدركت أنه قوة .. يقف لحظات يخاطب فيها الأفكار .. يتحدث إلى المشاعر والأحاسيس .. فإذا بي ألمح بريقاً يخرج من بين ثناياه .. ونوراً يتلألأ .. وإذا بالأفكار والمشاعر والأحاسيس وكأنها استجابت لحديثه تنساب على صفحات .. فيكون المنظر وكأن صفحات من ذهب أو فضة صُب عليها ماء الحياة

رفيق الدرب .. عرفتك منذ نعومة أظفاري .. أقرب إلي من كل قريب .. وأحب إلي من كل حبيب .. لم تتركني يوماً وحيداً .. حتى في أشد اللحظات التي تلفت فيها فما وجدت أحداً

كنت معي في أيامي كلها .. بحلوها ومرها .. في أيام الفرح كنت أستشعر هذا منك .. لم تكن بحاجة إلى أن تتحدث لتخبرني أنك سعيد لسعادتي .. كانت الفرحة تبدوا على ناظريك .. تشع من جنباتك .. ولا أخفيك أن سعادتي كانت تزداد عندما أراك سعيداً لسعادتي

حتى في أشد اللحظات التي كنت أعاني فيها كنت أجدك دائماً بجانبي .. تخفف عني وتواسيني .. تحاول أن تزيل الهموم عني .. كم أفنيت نفسك من أجلي .. بكيت لبكائي .. وكأن دموعك الغالية مداد حياتي

منذ أن لامس كفي كفك وعانقت روحي وروحك .. أشرقت الحياة أمامي .. وانبعث النور يملأ جنبات حياتي .. كبرت أنا وكبرت معي

أعتذر إليك عن هجري لك بعض الأوقات .. لكن صدقني .. مهما ابتعدت عنك فهناك شئ ما بداخلي يدعوني إليك .. مرات أتوارى عنك خشية إزعاجك .. أقول في نفسي : يالله كم أتعبتك .. يأتيني الخاطر أحياناً .. اسأل نفسي كم تتحمل معي كل هذا !! ـ

حديث الروح أبثه إليك .. وسحر البيان أنقله عنك .. وعذب الكلام استلهمه منك .. أتذكر لحظات خلواتنا لا يرانا إلا الله .. كم مرة جلست أنا وأنت في ظلمات الليالي نتبادل الحديثوالأسرار .. أبثك من حديثي وأشجاني .. لغة القلوب وحديث العيون وهمس السكون

أحيانا لا نملك غير الدعاء

ما زلت أبحث عن قلمي ودفتري .. أنفض عنهم الغبار .. فمن فترة ليست بالقصيرة وأنا مبتعد عنهم .. أحاول أن أكتب شيئا ذو معنى

ياااااااارب .. ما أجملها من كلمة عندما تخرج من القلب .. وما أحلاها عندما يستشعرها القلب

أما ضاقت بك الدنيا يوما بما رحبت .. بأرضها وإن امتدت .. وسماؤها وإن ارتفعت .. وبحارها وإن اتسعت .. وجبالها وإن علت وشهقت

توجهت إلى كل البشر لعلك تجد لديهم ما يسعد قلبك ويريح بالك .. أخذت بكل الأسباب الأرضية .. شكوت إلى فلان وأخذت رأي فلان

الزهور من حولك ناضرة .. تبتسم لكل أحد إلا لك .. والنجوم تلمع في السماء .. تداعب الجميع بسنا نورها

عندها انطلقت من القلب .. وبصدق .. انطلقت كلمة حركت أبواب السماء – يااااااااارب – ولأول مرة تخرج بهذا الصدق .. صاحبها دمع من عينك .. وكأن دموعك دليل صدق .. لا .. بل دمع قلبك يتضرع إلى ربك .. ياااااااارب

أحيانا لا نملك غير الدعاء .. عندما تغلق كل الأبواب .. لا يبق غير باب واحد لا يغلق أبدا .. باب لن تجد عليه كثير من الناس يزاحمونك .. ربما زاحمك الناس على أبواب الدنيا .. لكن هذا الباب لن تجد عليه هذا الزحام .. فأغلب الناس مشغولون بأمور الدنيا .. ولو طرقوا هذا الباب لفتحت لهم ابواب الدنيا وابواب الآخرة

عندما يكون لك أبناء عجزت عن إصلاحهم .. وبذلت كل الأسباب في تربيتهم وواصلاحهم فليس أمامك غير الدعاء

وعندما يكون لنا آباء أو امهات يحولون بيننا وبين الهداية فليس أمامنا غير الدعاء

وعندما يكون لنا أخوة وأخوات ليسوا على طريق الاستقامة .. بل ويتغامزون ويتلامزون بك وأنت على الطريق فليس أمامك غير الدعاء

إذا أحببت السعادة في الدنيا والنجاح في الآخرة .. فليس أمامك غير الدعاء

عندما تغلق كل الأبواب فليس أمامك غير الدعاء .. قف بين يدي ربك .. اسأله بقلب صادق .. قدم بين يدي دعاؤك دموع الصدق .. واهتف من اعماق القلب ( يااااااااارب ) ـ

2008-07-16

إلى زوجتي الغالية

عندما تشرقين كل صباح ترتسم السعادة في قلبي ويشع نورك على محياي .. ما أجمل أيامي معك .. فأيامي معك كلها أيام خير وسعادة

تثقلني الحياة بالهموم وعندما أنظر إليكي ما هي إلا لحظات وتنزاح كل الهموم عن قلبي

ألتقي كل يوم بمئات الوجوه .. أنساها كلها ولا يبقى في مخيلتي إلا وجه واحد هو وجهك .. وفي كل وجه أنظر إليه أرى وجهك

كم أشتاق إليكي .. ولا أطيق البعد عنكي .. وهل يطيق الإنسان البعد عن روحه التي بها يحيا .. أو أن يبتعد عن النّفس الذي يتنفسه .. أو قلبه الذي ينبض .. أنتي روحي وقلبي .. أنتي سر حياتي

عاجز قلمي – ولا أحب كلمة العجز أن تكون من بين كلماتي – ولكنها الحقيقة .. عاجز أن يصور مدى ما يحمله القلب من معاني .. فلغة القلوب لا تفهمها إلا القلوب .. كيف ونحن روح واحدة قد فُرقت في جسدين .. وقلب واحد ينبض بين روحين

صدقيني مهما كتبت من كلمات .. وسطرت من حروف فسيبقى في قلبي الكثير والكثير .. عرفتك نقية السريرة .. طاهرة الروح .. رقيقة المشاعر .. عذبة الوجدان

رفيقة دربي ونعم الرفيق في قيامي وصيامي .. روحك العالية وهمتك هي الضياء الذي ينير حياتي

عندما أعود كل يوم بعد يوم عمل طويل شاق أجدك في انتظاري .. تخففين عني الهموم وتنسيني الالآم .. كم سهرتي ومنعتي نفسك الطعام انتظاراً لقدومي .. كم تعبتي من أجلي .. قدمتي الكثير والكثير ولا زلتي تقدمين .. بأي شئ أستطيع مكافآتك .. فمهما فعلت وقلت لن أوفيكي حقك .. فجزاكي الله عني خير الجزاء غاليتي

كأي بيت من البيوت تمر به لحظات ضيق .. وتعصف به رياح المشاكل في أحيان كثيرة .. كيف لا وبيوت النبي - صلى الله عليه وسلم – مرت بمثل هذا .. لكنك كنتي دائماً نعم الربان لهذه السفينة .. ولسان حالك .. بل مقالك : لا أرضى حتى ترضى .. كم قدمتي الكثير من أجل الوصول إلى بر الأمان .. لم يعرف أحد يوماً ما أن مشكلة كانت في هذا البيت ولا حتى أقرب الأقربين .. بل بعد كل حدث من الأحداث تعود علاقتنا أقوى .. ويمتلأ بيتنا حباً وسعادة أكثر من ذي قبل

من أول يوم عرفتك فيه .. أحسست أن الله – عز وجل – قد أكرمني ووفقني للخير .. فقد كنت أبحث عن ذات الدين .. وقد أكرمني الله بكِ .. جميلة الخَلق والخُلق .. فله الحمد أولاً وآخراً

أعجبني حياؤك الذي زينك به الله – جل وعلا – وأي صفة في القوارير خير من الحياء

هآنذا أجمع من كل بستان زهرة .. أملأ قلمي بمداد من عبيرك .. وضياء من نورك .. أكتب إليكي زوجتي الغالية .. أخط بيدي كلمات إلى تلك الإنسانة التي ستشاركني حياتي في المستقبل .. ربما لا أعلم من تكون هي الأن .. لأنني أكتب هذه الكلمات ولا زلت لم أتزوج بعد .. غير أني أحببت أن أدرب قلمي على خط كلمات الحب والتقدير .. عازماً النية على بذل ما في وسعي على إسعادها .. وأن نحيا – إن شاء الله – حياة على طاعة الله في جو من الحب والسعادة

2008-07-15

ربما لن تكون هذه نهاية الحياة

أصعب شئ على نفس الإنسان هو الشعور بالفشل .. وأنا استشعر الأن أن حياتي تنتقل من فشل إلى فشل .. الحالة النفسية التي أمر بها هي مزيج من الإحباط والإكتئاب .. تؤثر أحياناً على الحالة الجسدية

لا أدري ما هو الحل والعلاج .. ولا ما الذي يحمله المستقبل .. هل لابد أن أتوقف للحظات وأزيح عن كاهلي كل هذا العناء .. وإن كان هذا التوقف سيكلفني الكثير .. ربما سيكلفني هدم كل شئ بُني في الفترة السابقة .. وهو في الأصل بناء هش لن يلبس أن ينهار وحده في القريب .. أم أستمر في البناء على غير أصل !! ليكتمل هذا البناء الهش

أكتب هذه الكلمات وأنا أعلم يقيناً أنه لن يقرأها غيري .. بل ربما سأمزق هذه الورقة وأكسر ذاك القلم بعد لحظات وبمجرد الإنتهاء .. لكن وبكل أسف ليس لدي من يسمعني أو يشاركني مشاعري .. حتى لو قرأها أحد فلن يفهم ما أعنيه .. ليس لدي غير الورقة والقلم أشكوا إليهم همي ,ابوح إليهم بسري .. ربما وعوا عني

الألم الذي أستشعره في أحشائي لن يصمت إلا بطعنة تنهيه أو تنهيني .. يالله .. ماذا أصنع !! وأين أذهب !! .. أستشعر أنني تائه في صحراء قد فقد كل ما لديه من أسباب النجاة

يارب .. ليس لدي غيرك .. انقطعت من دوني كل الأسباب .. وأغلقت أمامي كل الأبواب .. وأنا ما زلت في بداية حياتي

ما زلت في بداية حياتي .. لكن أستشعر أنني قاربت من نهايتها .. كمن يركب سفينة في وسط بحر لا يُحسن السباحة فيه .. واشتدت الريح والأمواج تحاصره من كل مكان

ربما لن تكون هذه نهاية الحياة