2008-12-19

صابر وحسنات وأول عيد جواز



تزوج صابر من حسنات .. مرت الأيام سريعا .. هاهو العام الأول لزواجهما قد طوى صفحاته .. فهما قد اختارا الأول من يناير ليكون يوم زواجهما .. يوماً مميزاً لكي يظل محفورا في ذاكرتيهما .. وهاهو صابر عائد إلى المنزل بعد يوم عمل طويل وهو يفكر كيف سيحتفل مع زوجته حبيبة قلبه حسنات بمرور أول عام داخل عش الزوجية


وصل إلى المنزل وعندما بدأ يصعد السلم تذكر ليلة زفافه عندما أصرت حسنات أن لا تصعد السلم وأن يقوم هو بحملها ويصعد بها السلم ( زي الأفلام يعني ) وكيف أنه استجاب لطلبها ولم يرد أن يرفض أول طلب لها خصوصاً في ليلة زفافها


ابتسم وهو يتذكر كيف أن فستان حسنات قد اشتبك ذيله في باب الشقة .. وما إن فتح الباب وهم بالدخول حتى تعثر وانكفوا هما الأثنان على وجوههم

زادت ابتسامته عندما تذكر أن الكهرباء قد انقطعت في نفس الليلة وأنهم تناولوا العشاء على ضؤ الشموع

وأخذت حسنات تردد : معلش ياحبيبي ما حنا كنا كده ولا كده هانطفي النور و " نولع " الشموع

رد صابر : مش مشكلة ياحبيبتي انتي النور اللي " بيولع " حياتي .. أقصد اللي بينور حياتي

ابتسمت وقالت : تعال يلا نشوف ماما عاملة لنا ايه نتعشى

رد عليها : روحي انتي وضبي السفرة وأنا جاي أهوه

ما إن ذهبت حتى صرخت : يالهوي

خرج صابر من الغرفة مسرعاً : في إيه ياولية !! أقصد في إيه ياحبيبتي

الظاهر الجماعة نسيوا الشباك مفتوح القطة دخلت وخدت نص البطة

بأقولك إيه أنا أصلا بأقرف .. لا بطة ولا وزة .. أدخلي المطبخ وافتحي التلاجة هاتلاقي عصير .. وفي كيس بسكويت فوق التلاجة هاتيهم وتعالي

ياحبيبي حد ليلة دخلته ياكل عصير وبسكويت .. والأكل اللي عملاه ماما

الله يرضى عليكي لا ماما ولا بابا .. خليه ليوم تاني



مرت ذكريات عام كامل أمام عينيه في لحظات .. وهو يقول بينه وبين نفسه : حسنات بنت حلال .. الحمد لله ربنا كرمني بيها .. هي صحيح ليها مواقف كده بأبقى عاوز أرميها من الشباك بس على الأقل قلبها طيب وبتحبني .. وأنا كمان بأموت فيها


كان قد وصل إلى باب الشقة ممنياً نفسه أن تفتح له زوجته حبيبته الباب وأن تكون قد أعدت جو رومانسي للإحتفال بالذكرى الأولى لزواجهما .. رن جرس الباب .. انتظر دقيقة لم تفتح حسنات الباب .. رن مرة أخرى .. ما من مجيب .. أخرج الموبايل من جيبه واتصل عليها وجد الخط مشغول .. عاود الإتصال من جديد ردت عليه حسنات


الو ياحبيبتي .. انتي فين ؟

أنا هنا في الشقة .. كنت بأكلم ماما بس للأسف الرصيد خلص .. انت اللي فين ؟

أنا على الباب بقالي ساعة عمال أرن الجرس

طيب ما تفتح بالمفتاح

لا أنا عاوزك انتي النهاردة مخصوص اللي تفتحيلي الباب

طيب اصبر لحظة بس هأقلب الطبيخ وجيالك

فوجئ بالباب يُفتح .. دخل الشقة .. أخذ يبحث عن حسنات وهو يردد في نفسه : أكيد مستخبية ورا الباب عاملة لي مفاجآة بمناسبة عيد جوازنا .. لكنه لم يجدها

حسنات .. حسنات .. انتي فين ياحبيبتي ؟

أنا هنا ياصابر في المطبخ


توجه صابر إلى المطبخ وهو يخبئ شيئا ما خلف ظهره .. يحدث نفسه : هل الوقت مناسب أم لا .. رائحة الطبيخ والبخار اللي طالع من الحلة أكيد هايعملوا شغل


تجرأ وقال : كل سنة وانتي طيبة ياحياتي

كل سنة وانت طيب ياحبيبي .. بس بمناسبة ايه ؟

بمناسبة إيه !!

طيب فكري انتي كده شوفي أنا هأقولك كل سنة وانتي طيبة بمناسبة إيه

مش عارفة .. قول إنت

فكري شوية .. طب هاسهلهالك .. بكرة إيه في أيام ربنا ؟

بكرة التلات .. اسكت ياصابر .. يوم التلات ده ما بأحبوش خالص .. بأحس إنه طويل ومليان شغل

ياستي كلها ايام ربنا .. بس أنا أقصد بكرة كام ؟

مش عارفة .. صراحة الأيام كلها شبه بعضها .. آه صح .. بكرة 1 يناير

انت بتقولي كل سنة وانتي طيبة .. علشان السنة الجديدة .. كل سنة وانت طيب ولو إنها كانت سنة كبيسة .. الحمد لله إنها خلصت


أخذ نفساً عميقاً وهو يحاول تهدئة أعصابه .. وعينه تكاد تدمع من رائحة البصل .. وقال : لا ياستي أنا ما بأهنكيش بالسنة الجديدة .. يوم 1 يناير ده ما بيفكركيش بحاجة تانية

استنى بس ياصابر هأدي للأكل كمان تقليبة .. لحظة بس وأكون معاك

آه قولي بقى كنت بتقول إيه ؟


باقولك 1 يناير .. التاريخ ده بيفكرك بإيه ؟


ده أول السنة ياصابر .. يوووه .. ده يوم جوازنا كمان .. كل سنة وانت طيب ياحبيب قلبي .. يااااه .. السنة عدت بسرعة كده .. عقبال 100 سنة ياحبيبي

أخذ يتمتم بينه وبين نفسه : 100 سنة .. سنة واحدة عملت كده فيا .. أمال لو عشت معاك سنتين :) أخرج وردة كان يخفيها خلف ظهره .. قدمها لها وهو يبتسم .. كل سنة وانتي طيبة ياروحي


أخذتها منه وهي تبتسم أيضا .. وبينها وبين نفسها تقول : مش لو كنت جبتلي حتة دهب كان أحسن


وضع يده على كتفها .. وضعت يدها على كتفه .. عينه في عينها .. عينها في عينه .. اقترب منها .. اقتربت منه .. هدؤ عميق وسكون .. تسللت رائحة غريبة إلى أنفيهما .. صرخا معا : الأكل شاااااااااااااااااااااااااااااااااااااط

2008-12-15

فردتي حذاء هدية الشعب العراقي للرئيس الأمريكي

بسم الله الرحمن الرحيم


كل عام وأنتم جميعا بخير .. تقبل الله منا ومنكم صالح العمل

تحديث

تحولت قصة بوش والحذاء إلى لعبة .. تستطيع أنت أيضا أن توجه الحذاء إلى بشبش على هذا الرابط :)

http://www.kroma.no/2008/bushgame


الحقيقة كنت ناوي أكتب موضوع جديد غداً إن شاء الله .. والأن الوقت متأخر وكنت رايح أنام بس سمعت خبر في بي بي سي فدخلت دورت في المواقع وحبيت أشارككم بالخبر لأنه عجبني .. واسمحولي أكتب بالعامية


بوش طبعا باقي له كام يوم و " يغور " من وشنا


فحب يطّمن على رعاياه ( من أمثال المالكي وطالباني .... الخ ) في العراق .. ويشوف جنوده ويديهم هدية الكريسمس بتاعهم


فعمل زيارة مفائجة للعراق


بعد ما خلص " لفَته" قال نعمل بقى مؤتمر صحفي


المؤتمر الصحفي كان حاضر فيه إيه ؟؟ أكيد صحفيين


واحد صحفي قال في نفسه : يعني بوش مش أحسن مننا علشان يجي ويدي رعاياه هدية الكريسمس


لازم احنا كمان نديله هدية دي حتى آخر زيارة ليه قبل ما يغور من البيت الإسود


فقام " قالع " جوز الحذاء من رجليه - مع إنهم جوز غاليين عليه جدا بس بوش يستاهل مش خسارة فيه - وراميهم على مستر بوش .. وقاله ياكلب .. دي هدية الشعب العراقي ليه بمناسبة انتهاء ولايته





طبعا بوش شكله متدرب على تفادي الأحذية .. يادوب الفردتين عدوا من جنب وشه ما فيش سنتيمتر



ده مقطع فيديو لما حدث




دي صورة كنت صممتها يوم عرفة مناسبة للموضوع كمان .. طبعا اضغطوا على الصورة لرؤيتها بحجم أكبر




دي روابط عن الخبر من الجزيرة وبي بي سي


http://www.aljazeera.net/NR/exeres/690310D7-51A2-41FB-A175-34678C4CA784.htm


http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7782000/7782741.stm


وأخيرا .. تعيش وتاخد غيرها يامستر بوش : )

2008-12-06

الأستوديو التحليلي .. وما تبقاش حنبلي


أصبحت القنوات الأن تتبارى في بث المباريات وإقامة البرامج الرياضية .. ولا تكاد تنتهي مباراة إلا ويعقبها استوديو تحليلي يستضيف فيه المذيع المشهور بعض النجوم الرياضيين لتحليل المباراة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة فيها وقد تختلف الأراء ويُثار النقاش لساعات حول لعبة معينة وهل اللاعب كان فعلاً متسلل أم أن الحكم أخطأ في إحتساب ( الأوفسايد ) وتعاد الكرة من هنا ومن هنالك .. وتختلف وجهات النظر وتعلوا الأصوات .. وهل وُفق المدرب في التغييرات أم أنه أخطأ التقدير .. وكان لابد أن يُنزل اللاعب الفلاني مكان اللاعب العلاني لأنه سيكون مؤثر بشكل أكبر .. هل ضربة الجزاء هذه فعلا صحيحة .. وهل وُفق الحكم في إعطاء الإنذار والكارت الأحمر


قد تستمر المباراة لمدة 90 دقيقة .. وقد يكون هناك أشواط إضافية .. قد يضطر الفريقان إلى اللجؤ لركلات الترجيح .. ويستمر الأستوديو التحليلي لساعتين بعد إنتهاء المباراة وهو في الأصل بدأ قبل ساعة من بدء المباراة .. فيكون المجموع أكثر من 5 ساعات في متابعة مباراة واحدة .. يقف عندها المحللون على أدق أدق التفاصيل .. ويتابع المشاهد الكريم بلا ملل ولا كلل .. وقد يتنقل بين أكثر من قناة ليستمع إلى كل الأراء والتحاليل .. وقد يُصاب بالضيق إذا قطع الأذان المباراة ( أصبح الأن يُكتفى بالإشارة إلى دخول وقت الصلاة بدلا من الأذان .. وفي بعض الأحيان لا آذان ولا إشارة ) قائلاً هو ده وقته !! ـ


على جانب آخر


نفس الشخص الذي كان يشاهد المباراة مستمتعاً لمدة 5 ساعات .. باحثاً عن أدق التفاصيل في الأستوديو التحليلي .. لكنه ينسى أدق وأهم تفاصيل حياته .. يفعل أي شئ يراه صغيراً وهو عند الله كبير .. قد لا يكون يصلي .. يأتيه شخص آخر ينصحه .. يأمره بمعروف أو ينهاه عن المنكر .. يُذكره بفضل الصلاة وعقوبة تاركها .. فهل سيكون تفاعله مع كلمات الشخص الناصح الذي يريد له نجاة الدنيا والآخرة نفس تفاعله مع المباراة عندما استشعر أن الحكم أخطأ في احتساب ضربة الجزاء على فريقه المفضل .. ربما أجاب الشخص الذي ينصحه قائلاً : ( يأخي ما تبقاش حنبلي ) الإيمان في القلب لا بالصلاة ولا بالصوم .. وهكذا في كثير من المواقف


فتاة تخرج متبرجة تلبس الجينز والبودي .. وتضع أطنان من المساحيق على وجهها .. تنصحها أخت محبة لها .. فهل سيكون تفاعلها مع الكلمات الرقيقة الناصحة نفس تفاعلها مع بعض الأمور الصغيرة والتفاصيل الدقيقة في حياتها .. قد تجيب هذه الأخت الناصحة لها بأنها يجب أن لا تكون متشددة وان الدين يسر وليس عسر




هناك شئ أخير .. كلمة ما تبقاش حنبلي .. التي يقولها البعض ويقصد بها أن يقول للذي ينصحه : لا تكن متشددا .. هل سمعت هذه الكلمة قبل ذلك .. ربما قيلت لك .. أو ربما أنت تقولها من غير قصد .. وربما لم تتفكر في معناها يوما .. " حنبلي " نسبة إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل .. إمام أهل السنة في عصره والذي تحمل العذاب وصمد في فتنة خلق القرآن .. ولولا ثباته في هذه الفتنة لضاعت الأمة .. ولا أدري من الذي أطلق هذه الكلمة السيئة وربط بين مذهب الإمام أحمد بن حنبل وبين التشدد وهو من أيسر المذاهب .. رحم الله الإمام أحمد