قصة في المغرب أبكتني وهزت المغرب .. في غرفة الكشف قبل إجراء العمليات ننتقي المرضى .. عندنا 30 عملية .. والمحسن جزاه الله خير تبرع لنا بمبلغ معين .. فلا نريد أن نستعمله مع أي مريض .. قلت أنا أضعه في المريض الذي أظن أن فيه فائدة .. يعني اللي تأخر قد يكون عمليته خطيرة جدا ما نسويها .. نسوي في المرضى الذين ما تدهورت حالتهم بعد .. لأن العدد محدود
وكان بجانبي الدكتور محسن عبد الله من المغرب علشان يترجملي .. فدخل علينا مريض بعده حوالى ثلاث أمتار أو مترين من الطاولة .. الباب من هنا ودخل عنده بطن متر ونصف أمامه .. يمشي خطوتين ويقف دقيقة .. أنا أول مرة في حياتي أخاف من مريض .. أول ما شفته تروعت .. وجهه ما فيه أي حركة .. ناحل .. ما فيه أي حركة من حركات الحياة .. قلت للدكتور محسن : من هذا ؟ .. قال : هذا مريض .. قلت هذا ميت .. شئ عجيب
المهم جلس .. قلتله : كم تمشي ؟ .. قال : أمشي خطوتين ثلاثة وأقف .. قلت يأخي احنا ما نقدر نسويلك العملية .. فرد علي قال : ربي يقول ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 80 ] .. قلت هذا ربي لا إله إلا هو .. أما أنا خالد الجبير والله ماني مسوي لك العملية .. قال : يأخي اتقوا الله .. قلت والله ماني مسوي لك العملية .. المهم قلت تدري بنسويلك خلاص .. انت من وين ؟ .. قال أنا من مراكش .. قلت خلاص ارجع مراكش وبناديك .. أعطني عنوانك بس " وأنا فقط أريده أن يذهب " .. المهم قلت لمحسن : يادكتور محسن لا تخلينا نشوفه أبد .. هالرجال لا يمكن نسويله العملية
بعد اسبوعين لقيته جاي .. وأنا راجع الصبح القاه .. قال أخي .. قلت نعم – ما الذي اتى بك .. قال : ما قلتولي أجي .. قلت طيب انت روح اجلس في بيتك .. فمر المخدر اللي معي .. قلت ها .. هذا يتسواله عملية ؟ قال : لا هذا ما يتسواله عملة .. لو انت قبلت أنا ما أخدره .. المهم قلتله : روح لمراكش واحنا بنناديك
اخر اسبوع من اسابيع جلوسنا في المغرب .. قلت للدكتور محسن .. ضع الحالات السهلة جدا .. أحضرلي الحالات .. من ضمنها يوم الثلاثاء الحالة الفلانية من مراكش .. حالة سهلة جدا قلت نسويها وخلاص .. وبعد الظهر في حالة ثانية .. وأخونا المخدر اللي وريته الحالة هذه سافر لغرض عنده طارئ في السعودية .. بقي معنا مخدر اخر قلبه رقيق جدا
دارت الأيام .. جاء يوم الاثنين والثلاثاء وواحد عزمني في الرباط .. تبعد 100 كيلو رحنا للرباط ورجعت إلا الساعة 1.30 في الليل .. قلت ما عاد ينفع أشوف المرضى .. أنا في العادة اشوفهم بعد صلاة العشاء .. أروح اشوفهم واقلب اوراقهم واكشف عليهم .. فجئت متأخرا الساعة 1.30 ليلة الثلاثاء .. قلت خلها الفجر واروح .. قمت الفجر يالله صليت تعبان .. صليت ونمت .. قلت بدل ما العملية تبدأ 7.30 أروح أنا 7 قبل ما ينزلوا المرضى اشوفهم .. ما دريت إلا الخادم إللى عندنا يدق عليا الباب يقول : سيدي سيدي .. قلت : نعم .. قال : الساعة 8.15 .. قمت بسرعة والبس بسرعة .. تعرفون المخطئ يحاول انه يسكت .. يحاول انه يقعد بأي طريقة يسكت الأمور
جيت بسرعة للعمليات .. وإلا المريض نام وخلص نوم .. والدكاترة مستعدين .. قلت للدكتور محسن .. هذا شفناه ؟ .. قال : اي .. قلت : كم صمام ؟ .. قال : 3 صمامات .. سويته بسرعة وسبحان الله من أيسر العمليات اللي سوتها في المغرب .. اثنى عشر إلا ربع خرج المريض بس الدكتور محسن عبد الله ما يبغاني أروح الانعاش .. قال : نشوف المرضى حق أمس .. مرضى شلون .. مرضى بكرة .. المهم دار بي .. راح شمال .. يمين .. إلى أن بدأت العملية الثانية
الرابعة والربع الدكتور محسن عبد الله تركني .. قالي : ممكن بس شوية أنا عندي عذر بأروح .. قلت : اتفضل .. راح .. خمسة إلا ربع المريض خلصنا منه .. ولقيت الدكتور محسن واقفلي .. قال : تبغي تروح الانعاش .. قلت : اي .. وأخذني الانعاش .. أول ما دخلت الانعاش وإذا بي أرى رجل يقول لي : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 80 ] .. قلت : هذا كيف جاء .. كيف !!
قلت : هذا قدرة ربي لا إله إلا هو .. قلت : قلي كيف أدخلته .. قال : ما انا اللي أدخلته .. أدخله ربي رغم كل الناس .. قلت : وش صار .. قال : أنا مرضت أمس جاني برد وما جيت الدوام .. فقلت للدكتور يحى العلمي بيجيك مريض من مراكش .. أول ما يجيك دخله لأن الدكتور خالد يبغي يسويه أول حالة وبسرعة .. قلت : طيب وبعدين !! .. قال : مريض مراكش اللي انت شفته وقلت يدخل جاله حادث فلم يأتي .. وجاء بداله هذا فقاله الدكتور يحى العلمي .. ها .. انت مريض مراكش قال : اي .. قال : تعالى .. قلت : طيب وبعدين .. قال : وانت ما جيت بالليل تشوف
قلت : وبعدين .. قال : الصبح أنا جيت متأخر فجيت لقيت المريض على طاولة العمليات .. قلت للدكتور مصطفى الدكتور جبير يقول هذا ما يتسواله عملية .. قالي : فالمريض قال : ليش !! .. ربي يقول : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 80 ] .. وأنتم تقولون لا شفاء .. يقول : فشد عليه الرجال قال : هذاك السعودي لا يريد أن يشفيني .. الشفاء ليس عنده الشفاء عند ربي .. يقول فأعطاهم موعظة .. فبكى وتأثر الدكتور مصطفى وقال : أنا بأخدره .. قلت يادكتور خالد الجبير قال : لا تخدره .. قال : أبد .. احنا فريق واحد .. أنا المتحمل المسئولية ولا تقول للدكتور شئ أبد .. وبيسهلها ربي .. اطلع انت أنا بأخدره .. قال : يمكن يموت في التخدير .. قال : أنا عارف .. يموت ولا ما يموت .. أنا بأسويه .. والله ما أرده .. ما أنزله عن العمليات
يقول : فخدره .. فجيت انت فأعماك ربي عن اشياء كثيرة .. طبعا عندنا يضعون الاشعة أمام الطبيب .. قلب المريض كبير .. نازل على بطنه .. ما شفت قلب أكبر منه .. فأعماني ربي عن الاشعة .. أعماني ربي عن القلب الكبير اللي انا دخلت عليه .. ما شفته .. ما فكرت فيه أصلا .. وبعدين لو كانت هذه العملية في الرياض يمكن الساعة 5 ما خلصنا .. أسهل عملية سوتها في المغرب
الشئ الثاني .. إن لو كان في الرياض بيجلس يومين او ثلاث ايام على التنفس .. هذا ما جلس ثلاث ساعات .. وجيت ودخلت ولقيته قاعد كده .. وأول ما دخلت قالي : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 80 ]
كأنه يقول لي .. ربي الذي يشفي .. أنت مسكين ما عندك إلا سكين تشيلها .. إذا ربي قدر فيها الشفاء ستشفى .. وإلا لا تساوي شئ
عندما أنهيت الكشف على المرضى وجدت الرجل جالس .. لما أقيمت الصلاة في المصلى بدأ الرجل " يتعفر " .. قلت انت ما تتوضأ .. قال : أنا سنتين ما اتوضأ .. ما استطيع اتوضأ .. قلت : انت ما تصلي .. قال : لا أنا اصلي جالسا لي أكثر من سنتين .. قلت ليه ؟ .. قال : ما استطيع .. سألته بعدما أنهى صلاته .. هل تصلي في المسجد .. فرد على بنّهر قال : ليش .. لماذا لا أصلي في المسجد !! .. أخسر 27 درجة ليش .. نعم أصلي في المسجد .. قلتله : طيب المسجد قريب ؟ .. قال : لا .. أنا أمشي له ساعة إلا ربع .. قلت : ما تتعب .. قال : أتعب .. لكن الأجر يأتي بأمر الله .. قلت : تصلي الفجر .. قال : أصلي الفجر
انظروا .. عنده قلب متيقن .. يقوم الليل .. اتصل بي الدكتور محسن عبد الله بعد ثلاث اشهر من عودتنا من المغرب قال : الرجل حق ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 80 ] يسلم عليك وأصبح قلبه كبر العصفورة .. وهو يقول لك أنه عاد إلى الدوام بعد 4 سنين من عدم عمله .. وهو يشتغل دهان .. ويقول : مع كل دهنة أسبح الله وأحمده وأدعوا لكم أيها الأطباء
1 التعليقات:
اوجعتنى يا اخى بهذه القصة
احيانا نغفل عن هذه الحقيقة اننا اسباب و ان الشافى هو الله
تحياتى
إرسال تعليق