2009-11-25

هذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأنا أتابع أحداث مباراة مصر والجزائر استشعرت حالة الغيبوبة واللاوعي التي تعيشها الأمة .. وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ( صحيح الجامع )

هذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة .. تقوم الحروب .. وتراق الدماء .. وتثار النعرات الجاهلية التي جاء الإسلام ليهدمها .. قبل المباراة الأولى والثانية كنت أحضر بعض المجالس عنوانها بإختصار - لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة - طبعاً المعركة ليست بين مصر واليهود في حرب العاشر من رمضان ولا بين الجزائر والإحتلال الفرنسي في حرب المليون شهيد .. معركة ساحتها ليست ميادين الجهاد ولكن ساحتها ملعب كرة

أي حرب لابد لها من رويبضة يشعل فتيلها ويزكي نارها .. في معركة بدر خرج المشركون لحماية القافلة .. وعندما أفلتت القافلة من يد المسلمين لم يعد هناك مبرر لمواصلة السير والقتال .. فنصح بعض عقلاء الكفار أبو جهل بالعودة إذ لا مبرر من القتال .. فرفض أبو جهل وقال بكبر وغرور : لابد أن نقيم ببدر ثلاث .. نأكل اللحم .. ونشرب الخمر .. وتغنينا القيان .. فكانت الهزيمة النكراء للمشركين

في المعركة الأخيرة .. أقصد في المباراة الأخيرة كان هناك رويبضة من الجانبين .. ربما اختلفت أساليبهم فقط .. فهم الأن لا يقفون في صحراء مكة الحارقة يكتوون بنارها كما كان يقف أبو جهل وعصبته .. ربما يجلسون في استوديوهات مكيفة تسلط عليهم الكاميرات فيما يُعرف بالمصطبة الرياضية يهيجون مشاعر الجماهير لدرجة تجعل الدم يغلي في العروق .. وربما يجلسون في في غرف مكيفة أمام شاشة الكمبيوتر يحتسون المشروب الدافئ .. يقوم الواحد منهم بكتابة مقال أو تركيب صورة أو فبركة مقطع فيديو .. أذكركم أنهم لا زالوا في غرفهم المكيفة يحتسون مشروباتهم الدافئة والباردة بينما دماء الجماهير تغلي ومشاعرهم ملتهبة

الأحداث التي سبقت وتلت المباراة تمثل حالة الفراغ وعدم الإتزان التي تمر بها الأمة .. لن أكتب هنا من منطلق كوني مصري .. فالمعاناة التي أستشعرها وأنا أنظر إلى حال الأمة أكبر من ذلك .. العبارات التي أسمعها قبل المباراة تعبر عن تشوق الأمة والطرفين خصوصاً لإحراز أي انتصار في الوقت الذي يتعذر فيه تحقيق انتصار على أرض الواقع فراح الجميع يبحث عن انتصار زائف .. فكنت استمع إلى بعض العبارات من قبيل : احنا هانسحق الفريق الاخر , هاننتصر عليهم , ربنا ينصرنا على الأعداء , المعركة , الموقعة الفاصلة ...... الخ

بعد انتهاء المباراة الثانية والأحداث المؤسفة في السودان .. راح البعض يسجل نقاط .. البعض يُظهر حب استشعرت أنه زائف .. والبعض يتغنى بحب الوطن وكلام كبير جداً لم ألمح فيه الصدق .. بداية من القمة الذين ذهبوا يؤكدون على أنهم لن يقبلوا المساس بكرامة أي مواطن - كدت أضحك وأنا أسمع مثل هذه الكلمات وأقول في نفسي : وهو مين اللي بيهين كرامتنا غيركم - بل حتى الفنانين الذين أخذوا يتحدثون عن شجاعتهم في أرض المعركة وبطولاتهم في شوارع أم درمان .. مذيع يبكي بدموع التماسيح .. بل حتى هيفاء وهبي ركبت الموجة بعد غضب الناس عليها بسبب كلمات أغنيتها الأخيرة راحت تسجل نقاط بإعلانها أنها تذوب في حب مصر والجزائر لا تعنيها في شئ .. والله المستعان

وأخيراً .. هذا هو حال أمتنا وهي تعيش السنوات الخداعات .. وهذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة

2009-11-09

خطبة جمعة أم علقة ساخنة !!



أصبحت خطبة الجمعة لدى الكثير من المسلمين هي المصدر الوحيد لتلقي التعاليم والمعلومات الدينية في عصرنا هذا .. فمع تسارع وتيرة الحياة .. والكل يلهث لتغطية النفقات وتكاليف العيش فتجد أن الشخص يعمل على مدار الأسبوع .. فمن المفترض أن يأتي يوم الجمعة كيوم سكينة واطمئنان .. نستيقظ فيه وقد أخذنا قسطاً من الراحة ونستعد للذهاب لصلاة الجمعة نبحث عن غذاء الروح من خلال الكلمات التي يبثها الخطيب الذي يقف موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم

بكل صراحة أصبحت خطبة الجمعة لدى الكثير مجرد عادة .. يذهب إلى الجمعة لإسقاط الفرض عنه وفقط .. انظر إلى هؤلاء الذين يأتون وقد أوشك الإمام على الإنتهاء .. بل حتى هؤلاء الذين أصبحت خطبة الجمعة مكاناً مميزاً لأخذ قسط من الغفوة ربما يصل إلى النعاس وربما تفاجأت يوماً بمن يميل عليك أثناء الخطبة لأنه يسبح في نوم عميق

لا شك أن جزء كبير من الخطأ يقع على أمثال هؤلاء .. الذين يسهرون إلى أوقات متأخرة ليلة الجمعة ثم يكملون نومهم أثناء الخطبة أو الذين يأتون متأخرين متناسين فضل التبكير إلى صلاة الجمعة .. لكن بإعتقادي إن جزء كبير من المسئولية تقع على الخطيب نفسه

الروتين الممل, تكرار نفس المواضيع, عدم التجديد والتنويع, الرتابة في الأداء, الإطالة المملة أو التقصير المخل للخطبة .. كلها أسباب تجعل من خطبة الجمعة " علقة ساخنة " وحمل ثقيل يريد المستمع أن يتخلص منه .. لا أن يأتي للجمعة على أنها راحة للنفس وسكينة للروح بعد اسبوع طويل من العناء

بعض الخطباء غير مؤهلين تماماً لإرتقاء المنبر .. وأعرف بعضهم يتعاملون مع خطبة الجمعة على أنها تجارة .. يصعد المنبر ليحصل على أجرة الخطبة التي لا تتعدى في المساجد الأهلية 25 أو 30 جنيه في أحسن الأحوال .. بل حتى المؤهلين منهم قد ألتمس لهم العذر .. هل تعلمون كم راتب إمام المسجد وخطيب الجمعة في الأوقاف ؟ .. ياتُرى هل يكفي هذا الراتب للحياة .. فضلاً عن شراء المراجع والكتب التي نُطالب الخطيب أن يغوص في أعماقها ليأتي لنا بالجديد !!


حتى نكون عمليين هذه بعض الأفكار أضعها بين أيديكم وأرجوا المشاركة باراؤكم :-


- اصلاح أحوال أئمة المساجد المادية

- إنشاء مكتبة في كل مسجد توفر للخطيب المصادر التي تساعده في تحضير دروسه ومحاضراته

- تأهيل الخطباء وانتقاؤهم بعناية

- عدم الإطالة المملة أو التقصير المخل في الخطبة ومراعاة ظروف الحضور

- أن تكون خطبة الجمعة مركزة لتوصيل فكرة معينة لعدم تشتيت المستمعين

- التنويع في الخطبة وتقديم ما هو جديد في كل مرة

2009-11-03

حوار بين صديقين عن الزواج

بعد صلاة عشاء أحد الأيام التقى صديقان .. فرقتهم الأيام لفترات طويلة مع أنهم كانوا نادراً ما يفترقون أيام الدراسة ,, وهذه هي الحياة ,, ودار بينهما هذا الحوار :-

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* وعليكم السلام وررررحمة الله وبركاته .. أهلاً أهلاً

مزيد من الأحضان والقبلات .. بس خلوا بالكوا من انفلونزا الكتاكيت : )

* فينك يابني عاش من شافك ؟

- انت اللي فينك .. انا باسأل عليك على طول بس انت اللي مختفي

* والله الظروف .. انت عارف الدنيا .. بأرجع من الشغل متأخر كل يوم يادوب على النوم

- الله يعينك .. المهم انت عامل ايه طمني عليك ؟

* والله الحمد لله .. أدينا عايشين .. انت اللي ايه اخبارك ياباشا ؟

- الحمد لله في نعمة

هاه .. ايه ياعم انت مش ناوي تتجوز ولا ايه ؟

* ههههههه اتجوز ايه ياعم هو أنا لاقي آكل

( ابتسامة ) ايوة ياعم تتجوز .. وهما يعني اللي اتجوزوا أحسن منك !!

* لا ياعم .. خلينا كده أحسن .. بدل ما نجيب بنات الناس من بيتها ونعذبها معانا .. خليها هي في بيت أبوها وأنا في بيت أبويا أحسن

- آآآآآه بنت الناس مين بقى ؟ شكلك في دماغك حد معين .. آه يانمس طلعت مش سهل : )

* هههههه لا والله .. ما فيش حد في دماغي ولا في ايدي حتى .. أنا باتكلم عموماً .. أصلاً الموضوع ده أنا حاطه في صندوق المواضيع اللي مستحيل أفكر فيها في المخ زي حاجات تانية كتير

- حاجات تانية ايه بقى ان شاء الله !!

* حاجات كتير يابني اللي بيفكر فيها بيتعب فأنا حاططها في دفتر النسيان علشان ما اتعبش

- ماشي ياعم الفيلسوف .. بس بجد انت لازم تفكر في موضوع الجواز .. انت قربت على ال 30 يابني

* ياعم الحمد لله انا لسة 30 في ناس طلعت معاش ولسة ما دخلتش دنيا

( فاصل من الضحك )

* طيب ياعم انا هاتجوز منين .. يادوب الشغلانة اللي لقتها بعد ما تخرجت فلوسها ما بتكفنيش مواصلات وأكل .. وأهوه بأقضيها يوم كدة ويوم كدة

- ياعم انت بس امشي في الموضوع هاتلاقي الأمور اتيسرت .. ربك كريم .. انت مش عارف حديث النبي صلى الله عليه وسلم اللي بيقول : ثلاثة حق على الله أن يعينهم .. وذكر منهم الناكح يريد العفاف .. وبعدين ياعم هاتلاقي بنت الحلال اللي بترضى بقليلها وربنا هايباركلكم

* فين ياعم .. ما عادش في بنات كدة .. البنات دلوقتي عاوزين المريش المهيش

- هههههه مهيش ايه بس .. صدقني في .. دور على صاحبة الدين من بيت طيب .. بنت أصول يعني .. ولو صدقت النية ربنا هايرزقك .. وبعدين ياعم أديك شايف حال الشباب كلهم مش انا وانت بس .. وكل الاسر عارفة الأحوال .. لو كل الناس فكروا في المريش المهيش زي ما بتقول ما حدش هايتجوز .. واللي عندهم بنات عندهم ولاد .. آل تخليها في بيت أبوها آل

* ههههه اتريق براحتك .. المهم .. انت بقى اللي هاتتجوز امتى ؟

- قريب إن شاء الله .. انت عارف إني خاطب من فترة والحمد لله الأمور ميسرة .. من يوم ما مشيت في موضوع الجواز والحمد لله ربنا كارمني

* أخدت شقة وظبطت نفسك يعني ؟

- آه الحمد لله .. لقيت شقة ايجار حلوة .. وبأجهز فيها .. سبحان الله مش هاتصدقني .. أنا نفسي مش مصدق .. يعني لو جيت حسبتها بالورقة والقلم هاتقول لا يمكن .. بس ربك كريم

* انت شجعتني .. يعني أتوكل على الله وآخد أول خطوة نحو قفص الزوجية ؟

- هههههه قفص ايه ياعم .. يابني توكل على الله .. وخد أول خطوة نحو بيت الزوجية السعيد ان شاء الله .. بس ما تنساش تعزمنا في الخطوبة

* أكيد انت أول المعزومين .. بس ما تنساش الجاتوه : )

افترق الصديقان كل إلى حال سبيله .. على أمل اللقاء

2009-10-23

زيارة إلى معرض جيتكس دبي 2009

بسم الله الرحمن الرحيم


قمت أمس بزيارة لمعرض جيتكس دبي .. وهو أكبر معرض للكمبيوتر والتكنولوجيا في الشرق الأوسط .. قمت بزيارة المعرض العام الماضي واقتنيت كمبيوتري منه .. وحرصت على زيارته هذا العام بالرغم من عدم نيتي شراء شئ معين .. لكن وميض جيتكس يخطف الأبصار .. أحببت أن أتعرف على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا


المعرض في أرض المعارض بجانب مطار دبي




لكي تصل لابد أن تتحمل الزحمة .. زحمة جدااااا .. كأن دبي كلها في طريقها للمعرض




أخيراً وصلت




وقفت في شباك التذاكر .. بالرغم من الزحمة لكن التنظيم والوقوف في الصف بانتظام سهل علي الحصول على تذكرة الدخول ب 20 درهم





جميع الشركات العالمية متواجدة













مايكروسوفت أيضاً متواجدة .. وأطلقت في نفس اليوم نسختها الجديد ويندوز 7







أتذكر عندما ظهر ويندوز فيستا حرصت على اقتنائه .. طبعا نسخة غير أصلية :) .. لكن حصلت على نسخة أصلية مجانية عندما أشتريت جهاز الكمبيوتر الخاص بي العام الماضي .. لا أعلم هل نحن بحاجة إلى الترقية إلى الويندوز الجديد سفن .. ربما .. لكن ياترى كم سعر النسخة من الويندوز الجديد ؟ .. الصورة القادمة فيها اسعار النسخة الجديدة من ويندوز 7 .. السعر بالدرهم الإماراتي







نسخة أصلية من كاسبر سكاي آنتي فيروس





سعر نسخة الكاسبر سكاي 135 درهم .. لكن هناك ملاحظة بالنسبة لأسعار البرامج مثل الويندوز والآنتي فيروس وغيرها من البرامج .. الأسعار خيالية بالنسبة لنا .. ما الذي يدفعني للحصول على نسخة أصلية من الويندوز ب 500 درهم أو نسخة آنتي فيروس ب 135 درهم بينما يمكنني الحصول عليها من الإنترنت مجاناً .. نعم نسخة مضروبة لكن تمشي الحال .. ينبغي على الشركات أن تراعي الأسعار بالنسبة لمستخدمي الشرق الأوسط





جولة داخل المعرض























يتم السحب على التذاكر والفائز سيحصل على هذه السيارة ـ لكن طبعا مش احنا
بتوع الكلام ده :) ـ





جانب ترفيهي لتجربة أحدث أجهزة الألعاب .. الموظفين سايبين الشغل وبيلعبوا :) ـ









طبعا أنا طلعت من الموضوع ده كله إني اشتريت هارد دسك خارجي .. للأسف الهارد بتاعي توقف عن العمل في نفس اليوم وعليه كل ملفاتي :( .. واشتريت نسخة آنتي فيروس مكافي لكن نسخة عام 2009 طبعا بسعر جيد 45 درهم .. على فكرة نسخة 2009 تعمل مثل النسخة الجديدة اللي سعرها أضعاف طالما قمت بالتحديث عن طريق الإنترنت .. وكمية كبيرة من " البرشورات " ومجلات الكمبيوتر فيها الجديد عن الكمبيوتر والتكنولوجيا



أتمنى أكون أفدتكم إن شاء الله .. جزاكم الله خير

2009-10-17

جولة في دبي بالصور

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. دي شوية صور صورتها الأيام اللي فاتت حبيت اشاركها معاكم .. لتكبير الصور فقط بالضغط عليها

المجموعة الأولى بشاطئ جميرا بدبي .. وفندق برج العرب ساعة الغروب







دي صورة هاتف داخل كشك كانوا بيستخدموه زمان في الاتصال .. ولسة موجود الهاتف والكشك في شارع المطار بدبي



ركبت مترو دبي لأول مرة أول أمس وصورت بعض صور


صورة لمحطة المترو .. رصيف المترو له أبواب .. لما بيجي المترو بيقف موازي تماما لأبواب الرصيف ويفتحوا مع بعض علشان ما حد يسقط على القضبان



داخل المترو



جدران محطة المترو




صور لبرج دبي وشارع الشيخ زايد من داخل المترو






صور غروب وأنا في طريقي من دبي إلى أبو ظبي أمس




صورة لناس أوقفوا سيارتهم لأداء صلاة المغرب على جانب الطريق



أتمنى الصور تعجبكم : )


في أمان الله

2009-10-06

عندما تأتيك الطعنة من الداخل



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال تبارك وتعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية:23]

المشهد

شيخ الأزهر يتجول في أحد المعاهد الأزهرية ليرى مدى الإستعدادات لمواجهة انفلونزا الكتاكيت .. يرى فتاة ترتدي النقاب .. فيتوقف .. ويأمر الفتاة بخلع النقاب .. فحاولت الفتاة الدفاع عن نقابها بأنها لا تحب أن يراها أحد .. فرد شيخ الأزهر المحترم منفعلاً: قلت لك إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم فى الدين أكتر منك ومن اللى خلفوكى .. قامت الفتاة بخلع نقابها فلما ظهر وجهها علق شيخ الأزهر قائلاً : أمال لو كنت حلوة شوية كنت عملتى إيه؟

هذه الواقعة ينقلها الصحفي أحمد البحيرى الذي شهد الواقعة لبرنامج 90 دقيقة والموضوع بالكامل موجود على جميع المواقع الإخبارية

وقفات

عندما تأتيك الطعنة من الخارج قد تكون مستعد لها حتى إن أصابتك فهي من عدو يتربص بك .. أما أن تأتيك الطعنة من الداخل تكون أشد ألماً

وظلمُ ذوي القربى أشدُ مضاضةً على النفسِ من وقع الحسام المهندِ

لن أتحدث عن النقاب فهو إما فريضة أو أنه فضيلة أو على أقل تقدير حرية شخصية .. إنما كلامي عن موقف شيخ الأزهر نفسه .. والطريقة اللي اتكلم بيها .. كنت زمان اسمع ناس كتير تعيب في السيد طنطاوي بدءا من فتواه بتحليل الربا ومصافحته بيريز في مؤتمر حوار الأديان وفتواه بأن الحجاب شأن داخلي في فرنسا.. مرورا بمواقف كثيرة سوداء مسجلة في تاريخه .. وكنت في كل موقف المدافع عن الرجل وأقول للمنتقد هل عندك نصف علمه

السؤال الذي يدور في ذهني الأن : هل تحول منصب شيخ الأزهر إلى " طرطور " ينفذ التعليمات .. رحم الله زماناً كان للأزهر شأن ودور .. الكلمات التي تلفظ بها وطالما يفاجأنا بها شيخ الأزهر لا تصدر من انسان جاهل

فتاة اختارت أن ترتدي النقاب انت مالك ومالها .. وتغلط في اللي خلفوها ليه !! وبعدين .. أين أنت ياشيخ الأزهر من قول الله تعالى : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] عندما أطلقت نظرك وقلت للفتاة : أمال لو كنت حلوة شوية كنت عملتى إيه؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الأن فقط عرفت لماذا اختارت فرنسا شيخ الأزهر لترسل اليه وزير الدخلية ليسأله عن الحجاب .. عرفت أنهم أي فرنسا وغيرها استطاعوا أن يبنوا لهم قاعدة .. عندما احتلوا هؤلاء بلادنا لم يرحلوا عنها إلا عندما أرسوا كلمة نابليون : كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لا تفعله المدافع والدبابات والأسلحة

اتق الله ياشيخ الأزهر .. واعلم أنك بين يدي الله مسئول .. والصورة التي في الأعلى هذه لنساء في الغرب يُحاربن في حجابهن بسبب فتواك .. اتق الله واذهب إلى جامعات مصر وعظ الكاسيات العاريات بدلاً من أن تفرد عضلاتك على فتاة في عمر الزهور .. وحسبنا الله ونعم الوكيل

2009-10-01

ياترى لسة في حد بيسمع راديو !!

لا زلت أذكر تلك الليالي التي كنا نلتف فيها حول ذلك الضيف العزيز ( جهاز الراديو ) .. خصوصا في ليالي الشتاء الباردة .. الكل متدثر بلحافه والآذان منصتة نحو الصوت الذي ينبعث من المذياع .. كانت الحياة بسيطة .. أهم ما يميزها الدفء الأسري .. أنا جالس أذاكر على سريري كما كان يحلوا لي في بعض الأوقات .. أحياناً كثيرة كنت استسلم للنوم :)

وأخواتي الثلاث .. أختي التي تكبرني كانت لا زالت تدرس وتذاكر معي .. والتي تكبرها كانت لديها ماكينة خياطة جميلة تفصل لنا بعض الثياب .. وأختي الكبرى كانت مُدرسة تجلس منهمكة في تحضير دروس اليوم التالي وأمي الحبيبة راقدة بجوارنا ,, تستيقظ بين الحين والحين تطمأن علينا وتحثنا على المذاكرة .. كل منا يؤدي عمله .. نتجاذب أطراف الحديث .. ونحن نستمع للراديو

كان لجهاز الراديو قيمة كبيرة في حياتنا .. بالرغم من أننا كنا نقتني تلفزيون أبيض واسود ذو ثلاث محطات فقط في ذلك الوقت .. قد تبدوا مشاهدة التلفاز ممتعة للبعض .. خصوصا الأن بعد أن تحولت الثلاث قنوات إلى مئات القنوات .. والأبيض وأسود تحول إلى ألوان زاهية .. والإرسال الذي كان ينقطع عند الحادية عشرة أو الثانية عشرة ويتحول التلفزيون إلى وش كالباجور أصبح الأن الإرسال 24 ساعة ,, لكن كان للراديو سحره الخاص .. وكانت مواعيد البرامج شئ مهم بالنسبة لنا جميعاً

لا زلت أذكر بعض البرامج التي كنا نحرص على الإستماع إليها .. عند العاشرة من كل ليلة ,, ننتظر ألف ليلة وليلة بصوت زوزو نبيل ( شهر زاد ) والتي كانت تلقبها أختي الوسطى ( خم النوم ) لأنها لا تلبث أن تبدأ في القصة حتى تنام وتقول : وعندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح :)

من البرامج أيضاً ماذا تفعل لو كنت مكاني لبابا ضياء .. وهو برنامج يرسل المستمعون مشاكلهم ويحاول بابا ضياء والمستمعون مساعدة المرسل في حل مشكلته .. أتذكر أيضا برنامج من الحياة حيث تتحول القصص التي يرسلها المستمعون من حياتهم إلى مسلسل اذاعي .. وغير ذلك من البرامج والمسلسلات الاذاعية

لم نكن نسمع الأغاني منذ الصغر ولله الحمد .. وكانت هذه البرامج والمسلسلات الإذاعية تعمل على إطلاق الخيال للعقل .. لأنك تسمع مجرد صوت وعليك أنت أن ترسم الصورة وهذا أهم ما يميز الراديو حينها .. فليس هناك فيديو كليبات ولا أحضان وقبلات

الأجمل كانت اذاعة القرآن الكريم عندما تأتيك عبر الأثير فتستمع الأصوات تترنم بكتاب الله في عذوبة وحسن أداء .. أو عندما يأتيك صوت النقشبندي او نصر الدين طوبار بالإبتهالات فتثير المشاعر وكأنك طائر تحلق في جو من الإيمانيات

الجميل في الاذاعة أيضاً أنك لا ترى المذيعين أو مقدمي البرامج .. خصوصا في الماضي قبل ظهور الانترنت وتعدد القنوات .. فكنت أرسم صورة للصوت الذي اسمعه .. وكانت تتكون علاقة صداقة بيني وبين ذلك الصوت مع أني لم أقابله في يوم من الأيام .. أحيانا كنت اُصدم عندما أرى الشخص الذي استمع إليه من سنوات فأجده مختلف تماما عن الصورة التي رسمتها له في ذهني :)

الراديو الأن هو صديقي في غربتي .. ليس لدي تلفزيون ولا رسيفر .. ولأكثر من عام لا أشاهد التلفزيون إلا نادراً عندما أكون في زيارة لأختي أو أخي .. انا شخصيا لا زلت استشعر أن الراديو مهم جدا بالنسبة لي .. لكن السؤال الذي يدور في ذهني .. ياترى لسة في حد بيسمع راديو !!

2009-09-24

فاروق حسني يخسر انتخابات اليونسكو

خسر فاروق حسني انتخابات اليونسكو .. لم يشفع له تملقه للغرب .. بالإساءة إلى الحجاب والمحجبات .. ووصفه للحجاب بأنه مظهر من مظاهر التخلف وأنه يمثل ردة إلى الوراء .. ولم يشفع له اعتذاره الذي وصل إلى درجة التذلل لليهود بعد ذلة لسان في حالة لا وعي عندما سأله أحد نواب مجلس الشعب عن وجود كتب اسرائيلية في مكتبة الإسكندرية فقال في لحظة عدم وعي : أحضر هذه الكتب وفي حال وجودها سأحرقها أمام عينك .. والرجل لم تمر بمخيلته لحظة المعنى الحرفي للكلمة التي تفوه بها في لحظة دفاع عن النفس فهو ( يحلم بالتطبيع مع اسرائيل ) كما ذكر في أحد تصريحاته .. وبقي بعد تصريحاته تلك لا تغمض له عين وأعلن عن استعداده زيارة اسرائيل لتوضيح الأمر لهم .. وكتب مقال اعتذار في صحيفة لوموند أكد فيه أنه في حالة اختياره رئيسا لليونسكو سيبذل كل ما في وسعه للمحافظة على التراث اليهودي في مصر وترميم المعابد اليهودية

تحولت مسألة ترشيح حسني لليونسكو إلى قضية وطنية ذكرتني بالصفر الكبير الذي حصلنا عليه في استضافة كأس العالم .. بغض النظر عن الحشود الأمريكية والأوروبية خلف المرشحة البلغارية فلكل واحد أن يختار من شاء .. ربما كان الوزير يعتقد أن انتخابات اليونسكو كانتخابات مجلس الشعب .. ربما طرأ على مخيلته أن يرسل سيارات الأمن المركزي لتحاصر اليونسكو .. أو أن بلطجية الحزب الوطني يخرجوا بالسنج والمطاوي على أنصار المرشحة البلغارية أو أن يقوموا بتبديل الصناديق وحشوها بالبطاقات لصالحه .. لكنه سرعان ما تذكر أنه ليس في مصر

تصريحات حسني بعد خسارته عجيبة غريبة .. منها :-

" السفير الامريكي كان يتصرف بقوة وبكل ما يمكنه من امكانيات لمنعي من الحصول على المنصب " ربما نسي أنه طوال حياته يخطب ود الأمريكان واليهود فلماذا يتصرف السفير الأمريكي بهذه الطريقة !!

" الرئيس مبارك قال لي في اتصال هاتفي بعد فوز المرشحة البلغارية ارمي ورا ضهرك " يابـختك ياعـم حد يطول الريس يقوله كده :)

" وأكد أن مبارك كان يتابع لحظة بلحظة ما يحدث وتحدثنا اكثر من مرة وأدرك فعلا اللعبة الكبيرة التي لعبت ويبدو انها طبخت في نيويورك " وتكرر موضوع الطبخ أيضا في تصريح آخر " ولكن المجموعة الاوروبية عقدت اجتماعين في نفس اليوم وطبخ الموضوع في نيويورك " فياترى ما هو سر الطبخة !!

في النهاية هذا هو الحال عندما تكون هناك انتخابات نزيهة .. وأقول للسيد الوزير : بيني وبينك أحسن ياراجل .. يونسكو ايه وبتاع ايه .. خليك قاعد على قلبنا احنا بقالنا 22 سنة متعودين عليك ممكن لو قمت قلوبنا تقف .. والسلام ختام

2009-09-19

الموت يأتي بغتة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أد إيه الإنسان ضعيف .. ساعات بيكون مفكر إن الدنيا دي كلها ملكه وإنه يقدر يعمل اللي هو عاوزه .. ويقعد يبني ويخطط للمستقبل .. وفجأة يزوره ضيف يهدم كل اللي بناه .. الموت !!

حادثتين في يومين ورا بعض .. الأمس واليوم .. ولأول مرة أشوف حادثة ساعة وقوعها .. احساس مرعب .. الحادث الأول كان أمس .. الظهر تقريبا كنت ماشي في دبي على جسر القرهود .. الطريق ياخد 10 دقائق تقريبا .. لكن لقيت الطريق زحمة جدا .. سيارات على مد البصر وبتتحرك ببطء شديد .. دي طبيعة دبي في الوقت ده خصوصا في رمضان .. لكن مش للدرجة دي الزحمة .. من بعيد لمحت ضؤ سيارات الشرطة والإسعاف عرفت إنه حادث .. وصلت بمحاذاة الحادث .. يالله !! سيارة اصطدمت بالسور الحديد كسرته وتحولت للطريق الآخر .. لا أدري هل خرج منها أحد على قيد الحياة أم لا .. السيارة تحولت لقطعة حديد متفحمة

الحادث الثاني اليوم منذ ساعات فقط وكنت شاهد عيان عليه .. خرجت لصلاة التراويح .. كنت أسير في شارع المطار .. هناك مفترق طرق أحدهما يؤدي لمنطقة ديرة حيث المسجد الذي أصلي فيه والآخر يؤدي لشارع الاتحاد وطريق الشارقة .. لا أدري ما الذي جعلني تلقائيا أسير في طريق شارع الاتحاد .. بعد أن دخلت قلت : الله المستعان ايه اللي جابني من هنا ده مش طريق المسجد .. ولكن سبحان الله كأن الله قدر لي أن أرى هذا المشهد بعيني

كان لازم آخد الشارع للآخر وألف وأرجع تاني .. فعلا كملت لآخر الشارع ولفيت ورجعت .. الشارع واسع يمكن 5 أو 6 حارات لكن قبل آخر الشارع في سور أسمنتي يقسم الشارع .. سبحان الله فجأة لقيت السيارة اللي أمامي دخلت في نصف السور وطلعت على السور وخرج منها شرار ونزلت الناحية التانية ثم توقفت .. لا إله إلا الله .. وإنا لله وإنا إليه راجعون

فجأة وبدون أي مقدمات .. كاد قلبي أن يتوقف .. حبست أنفاسي ودموعي .. لم أستطع أن أتوقف لأن الطريق سريع .. أكملت وأنا أتسائل في نفسي عن هذا الشخص هل لا زال على قيد الحياة .. لا إله إلا الله .. ماذا لو كنت أنا مكانه .. إنا لله وإنا إليه راجعون

هل أصحاب هذه السيارات عندما خرجوا من بيوتهم كان يخطر على بالهم أن هذا سيحدث لهم ؟ بكل تأكيد لا .. ربما كانوا يفكرون في أحوالهم وأمورهم .. ربما كانوا يفكرون في العيد كيف يقضونه .. ربما كانوا يستمعون إلى الغناء وربما إلى القرآن .. فجأة نزل بهم نازل لم يكونوا يتوقعونه .. وزارهم زائر لم يكونوا ينتظرونه .. وصدق الله : أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ [ النساء : 78 ]

اللهم احفظنا بحفظك .. وايقظنا من غفلتنا .. واختم لنا بخير يارب العالمين

2009-09-16

حياة جديدة

حياة جديدة نبدأها وكأننا نفتح صفحة بيضاء في دفتر قد امتلأ عن آخره بالأخطاء فنعزم على أن نسطر فيه كل جميل .. حياة جديدة نخرج فيها عن عاداتنا والروتين الذي كنا نعيش فيه فترات طويلة .. نتخلص من تلك الأشواك التي علقت بثيابنا بل بقلوبنا .. حادينا فيها قول الله جل وعلا ( يأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) [ التوبة : 38 ] .. قليل !! ومع ذلك تعلقت به قلوبنا مع أنه قليل .. والله جل وعلا يقول ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [ النحل : 96 ] .. قليل وينفد !! يالله !!

حياة جديدة .. نخرج فيها من صخب الحياة وضجيجها وزحامها .. إلى فضاء نحيا فيه بأرواحنا .. نستنشق من نسمات الطهر .. نملأ رئتينا منه .. نتخفف من أثقال الماضي .. نحيا اليوم .. نتطلع نحو المستقبل .. نرفع كفينا ندعوا الباري .. تسموا الروح .. تترقى نحو الفردوس

حياة جديدة .. تشرق فيها شمس الطاعة على القلب فتذوب سحب المعاصي التي غطت هذا القلب الطاهر .. ليس له ذنب إلا أنه يسكن بين جنباتنا .. تجمع عليه الران من أعمالنا .. فأصبح قاسياً مع أنه في الأصل لين .. مظلم مع أنه في الأصل مشرق .. والأن .. يكفيه دمعة تسكبها في جوف الليل تغسله بها فيصفو ويعود إليك ذلك القلب الذي عرفته بفطرته التي فطره الله عليها

ما أجملها من حياة عندما نسطرها من جديد .. فقط نحتاج أن نتوقف ونضع نقطة في آخر سطر من حياتنا الماضية ونقلب الصفحة لنبدأ من جديد .. كل الأمر يحتاج إلى وقفة مع أنفسنا تستغرق بضع دقائق .. نصارحها .. نتفكر .. نتدبر .. نتأمل .. في الماضي والحاضر والمستقبل .. عندها نستيقن أننا لابد أن نبدأ .. حياة جديدة

2009-07-30

رخصة مصر ورخصة دبي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. حاولت ابدأ الموضوع بالفصحى البسيطة كالعادة لكن لم أستطع .. وجدت الكلمات تأبى إلا أن تخرج بالعامية ربما لطبيعة الموضوع .. الموضوع لتوضيح بعض السلوكيات المنتشرة في مجتمعنا .. لا أدري ربما كان هناك خطأ منا لمسايرتنا الواقع الأليم وعدم التمرد عليه .. والله يصلح حال بلدنا يارب

قبيل سفري بفترة نصحني أخي الذي يعيش في دبي منذ فترة بتعلم القيادة ( السواقة ) في مصر قبل السفر .. بالفعل توجهت إلى أحد مدارس تعلم القيادة علشان آخد كورس في السواقة

بدأت الحصص .. كانت الحصة ب 20 جنيه لمدة ساعة – يابلاش – ما كنتش متخيل أبداً إني أركب عربية كده وأسوق وسط الناس وعربيات الميكروباص عن يميني و( التكسة ) – جمع تاكسي – عن شمالي .. كنت أذهب بشكل شبه يومي لمدة شهر تقريباً

كنت بأتعلم على عربية 128 .. ياربي .. بيقولوا اللي بيتعلم على ال 128 يقدر يسوق أي عربية تانية ودي حقيقة جربتها .. كانت العربية من غير مرايات جانبية وشكلها حتة خردة ماشية على أربع عجلات

طبعاً كانت لا تخلوا أيام التعليم من شوية نرفزة من ( المُعلم ) اللي هو عم فتحي .. لما مثلاً العربية تبطل مني وأنـا بأغيّر أو لما ( أحود ) على اللي ماشي جنبي .. بس الحق يتقال كان راجل مية مية وعلمني كويس

المهم مشيت الأيام .. علمني عم فتحي .. ازاي امشي بالعربية .. ازاي ألف .. ازاي أرجع لورا .. ازاي اركن .. ازاي اطلع كوبري وانزل منه .. لحد ما جه يوم الأقماع

في يوم قلتله ياعم فتحي أنا خلاص بقى الحمد لله دلوقتي بأعرف أسوق كويس وعاوز اروح اطلع الرخصة .. اليوم التاني لقيته جايب أقماع معاه في العربية .. وخدني في شارع مهجور .. قلت استر يارب :) .. فتح باب العربية ونزل وأخد الأقماع وقعد يرصها .. ايه ده ياعم فتحي !! .. قالي : ده تدريب على الامتحان .. امتحان ايه ياعم فتحي !! هو الامتحان عبارة عن أقماع !! .. قالي : أيوة .. انت لازم تمشي بين الأقماع دي وتعدي من بينهم من غير ما تلمسهم ولا توقع واحد منهم

ايه ده ياعم فتحي !! يعني انت عمال تعلمني .. وهات ورا .. وهات قدام .. واركن .. واطلع كوبري .. وانزل من الكوبري .. كل ده علشان شوية الاقماع دي .. مش المفروض يمشوني في الشارع ويشوفوا بأسوق كويس ولا إيه ؟

قالي : هو ده الامتحان .. بس ربنا يستر .. الأقماع دي المسافة بينها بتتسع وبتضيق حسب المزاج .. انت تعرف حد في المرور ؟ .. عندك واسطة ؟ قلتله واسطتي ربنا ياعم فتحي .. المهم اتدربت على موضوع الأقماع دي كويس .. وحفظت الخطوات عن ظهر قلب

ودعني عم فتحي ونصحني إني أشوف واسطة .. نصحني البعض إن الموضوع لازمله حرف الواو ( واسطة يعني ) خصوصاً لأن موعد سفري قرب

ذهبت إلى أحد أصدقاء والدي أظنه عقيد .. الراجل ما اتأخرش .. اداني ورقة كتب فيها ( السيد رئيس مرور .... تحية طيبة وبعد .. الرجاء مساعدة .... في استخراج رخصة القيادة ) دي طبعا اسمها تأشيرة .. أول مرة أعرف ان التأشيرات ألوان حسب الأهمية واعتبارات اخرى .. هو كان كاتب بقلم أخضر

المهم تاني يوم رحت المرور وتوجهت إلى مكتب السيد رئيس المرور واديته الورقة .. قالي المطلوب ؟ قلتله عاوز أعمل رخصة شخصية .. مضالي على الورقة وقالي انزل لعبد الله بيه تحت

نزلت .. سألت على عبد الله بيه .. آتاريه أشهر من النار على العلم .. مكتب عبد الله بيه ليه شباك بيتقدم منه الطلبات وليه باب للخروج والدخول طبعاً .. كان واقف على الشباك واحد أو اتنين .. وكان واقف على الباب طابور طويل .. طبعاً كلهم معاهم تاشيرات .. قلت آه يعني الكل فاهم المسألة ومختصر على نفسه المسافة بدل ما يجي ويسقط جاي ومعاه التأشيرة السحرية

وصلت لعبد الله بيه .. قالي روح شباك مش عارف كام وهات طلب استخراج رخصة واملاه .. جبت الورق ومليته ورجعتله .. اخدوا الورق ,, طلب استخراج الرخصة ,, صورة البطاقة ,, كشف باطنة ( مش عارف ليه ) ,, كشف نظر ,,,,, الخ وفوقهم التأشيرة الخضراء المباركة .. واتدبس كله مع بعضه

بعدها قالي روح امتحن .. قلت في نفسي .. امتحن ايه ياراجل !! امال التأشيرة دي لازمتها ايه .. المهم رحت المكان بتاع الامتحان ومعايا الورق .. طبعاً ما كانش معايا عربية .. دخلت على الراجل اللي بيمتحن قلتله عاوز امتحن .. قالي هات عربية .. قلتله مش معايا عربية .. وبعدين أنا جايلك من عند فلان باشا ( طبعاً دكهوا بيه بس ده باشا ) قالي : ولو .. لازم تجيب عربية تمتحن بيها .. طيب منين أجيب عربية ؟ .. قالي بيأجروا برة الساعة ب 50 جنيه

قلت أمري لله أروح أجيب عربية وأجي .. وأنا خارج من الباب لقيت واحدة ست كبيرة بتنادي عليا : يابني انت عاوز عربية تمتحن بيها ؟ .. قلتلها أيوة ياحاجة .. قالتلي طيب أنا عندي عربيات .. بكام ياحاجة ؟ .. قالتلي : ب 25 جنيه .. قلتلها طيب

الست قالتلي تعال ورجعتني تاني جوة الساحة اللي بيمتحنوا فيها .. لقتها راحت لواحد من اللي واقفين علشان يمتحنوا وبتقوله : يابني ادي العربية لأخوك يمتحن بيها ويرجعهالك تاني .. قلت آه دي هاتشحت عليا بقى .. قلتلها ياحاجة انتي عندك عربية ولا لأ ؟ .. قالتلي أيوة يابني بس كلهم مشغولين دلوقتي

أهوه حظك حلو واحدة فضيت تعال .. رحت على العربية .. ركبت .. أدور مش راضية تدور .. قلتلها مش راضية تدور .. نادت على واحد جه دور العربية .. مشيت بالعربية لحد الراجل اللي بيمتحن .. قالي : هات ورا .. جيت أجيب ورا الجير مش راضي يتحرك .. لقيت الباب التاني بيتفتح وواحد قعد يحاول مع الجير لحد ما جاب ( مارشيدير ) .. طلع واحد من نفس المنطقة بتاعتي ما اعرفوش أوي يعني .. هو كان جاي يخلص ورق وشافني بأمتحن فحب يوّجب معايا

وأخيراً الراجل قالي انزل ناجح .. ياه مش مصدق نفسي .. ناجح مين ياعم .. ده العربية ما مشيتش تلات خطوات على بعض .. أمال فين الأقماع والشغل الجامد .. فينك ياعم فتحي وفين دروسك ومحاضراتك

نجحت .. نجحت .. الحمد لله .. جبت كام في المية بقى ياعم .. دي ولا الثانوية العامية .. الراجل مضالي على الورق وقالي اطلع اتصور .. طلعت اتصورت وخلصت الإجراءات ونزلت استلمت الرخصة من تحت

هي دي رخصة مصر .. وعرفت بعدها ليه التأشيرة كان لونها أخضر .. ممكن علشان نفس لون الكوسة ,,, انتظرونا مع تفاصيل رخصة دبي إن شاء الله

2009-07-23

لو كان لي قلب لبكيت من أجلك

ويستمرُ الفراق .. أنتَ في دارِ النعيمِ .. ونحنُ في دارِ الشقاء ...
قد كنتَ يوماً بيننا كالبدرِ ينشرُ نوره عند المساء ...
لما أضاءَ الفجرُ أبت روُحك الغراءُ إلا أن تنشرَ نورَها في كلِ أرجاءِ السماء ...
وترقرقت قطراتها كالعذبِ من فيّ السقاء ...

كنتَ الضياء ليومنا, أضحينا من غير ضياء ...
كنتَ السراج لليلنا, فالليل نقضيه عناء ...
كنتَ الشفاء لجُرحنا, فالجُرح ينتظر الدواء ...

يومَ الوداعِ أبيتُ إلا أن أذُيب القلب من ألم الفراق ...
والعينُ تعتصرُ الأسىَ ترجوا لقاك ...
وكأن قلبي ساحة للحزن يملأه سناك ...
وكأن روحي فارقتني فالجسم أمسى بلا حراك ...

قد كنتَ تحملُ همةً وثابةً للخيرِ تأتي من دعاك ...
قد كنتَ بحراً زاخراً والجودُ بعضٌ من نداك ...
كم ليلةٍ قضّيتَها والليلُ يملأُه صدىَ دُعاك ...
كم أسرةٍ محرومةٍ واسيتَها فالبِر تحمله يداك ...

نظراتُ عيني لم تزل ترنوا إلى طيف شذاك ...
ورفعتُ كفي داعياً يارب فأرحمه هناك ...
ورأيتُ وجهاً باسماً فعرفت أنك كالملاك ...

رحمك الله يامحمد .. رحمك الله .. قد كنت تحيا بيننا وروحك معلقة بالعرش .. الأن فقط عرفت ما سر همتك العالية .. قد كنتَ ترتقي من دوننا تشتاق إلى لقاء ربك

رحمك الله .. فقد كنتَ للصغير أباً .. وللكبير أخاً .. وللفقير يداً بيضاء تمتد بالخير

حين ودعتني ليلة سفري وكأن قلبي يعلم أنه الوداع الأخير .. فارقتنا بعدها بأيام .. وهأنت ذا عام وشهور تحت الثرى .. فياليت شعري كيف أنت وكيف نحن .. رحلت وتركتنا .. ذهبت إلى دار النعيم - نحسبك كذلك - وتركتنا في دار الشقاء

اللهم أرحم محمد برحمتك .. اللهم أرحمه برحمتك .. اللهم لا تحرمنا أجره .. ولا تفتنا بعده .. وأغفر اللهم لنا وله

2009-06-23

هل أصبح الزواج الأن فعلاً من عاشر المستحيلات !! ـ

لا أدري ما السبب الذي يجعل كلماته الأن ترن في أذني .. وعباراته تجول في خاطري .. عندما كنا نحلم بالمستقبل بعد التخرج .. دائما ما كان يصدمني بهذه العبارة ( الزواج ده يابني من عاشر المستحيلات !! ) .. كانت هذه العبارة تصطدم بمسامعي وكأن صخرة عظيمة سقطت علي من فوق قمة افيرست

كنت أحدثه دائماً أن من عادة الناس أن تتحدث عن رابع المستحيلات .. أنت فقط من جعلت المستحيلات عشر والحادي عشر هو الزواج .. كنا نضحك ويمر الموقف الذي لا يخلوا من مداعبات وتعليقات

أتذكر أول يوم لي في المرحلة الجامعية .. عندما دخلت من باب الكلية فشعرت بالغربة .. كنت حريص أن أكون ضمن صحبة صالحة فتعاهدنا من أول يوم وكان رفيق دربي ونعم الرفيق

تخرجنا من الجامعة وبدأنا رحلة البحث عن عاشر المستحيلات .. سافر هو إلى السعودية وانقطعت عني أخباره .. عرفت بعد ذلك أنه اشترى الفيزا بعشرة آلاف جنيه .. سافرت أنا بعدها أيضا .. شاء الله أن نتواصل من جديد

هذا بخصوص صاحبي والمستحيلات العشر .. لكن هل أصبح الزواج فعلا من عاشر المستحيلات .. ذكرت قبل ذلك قصة تبين البساطة التي كان عليها أجدادنا الأوائل .. كيف قال : سعيد بن المسيب للرجل الذي اختاره لإبنته ولم يكن معه إلا ثلاث دراهم .. قال :
سبحان الله , ثلاث دراهم لا تعف مسلماً .. بل قبل ذلك اقرأوا كيف زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته وريحانته وحبيبة قلبه فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي كرم الله وجهه وماذا كان مهرها .. بل على أي فراش قضوا أول ليلة في حياتهما على وسادة حشوها الليف

اقرأوا كيف زوج النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة بما معه من القرآن وكيف كان مهر الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان ( الرميصاء ) اسلام زوجها أبو طلحة رضي الله عنهما

اقرأوا حتى نعلم ونتعلم أن بناء بيت وتكوين اسرة مسلمة ليس بهذا الكم من التعقيد وأن الزواج قائم على التيسير .. اقرأوا حتى نعلم أن الزواج .. ليس من عاشر المستحيلات

2009-06-06

أنا نفسي أطلع حرامي



كانت إجابته تأتي صادمة للبعض ومضحكة للبعض , على عكس أقرانه في مثل سنه عندما يُسئل أحدهم السؤال المعتاد : انت نفسك تطلع إيه ياحبيبي ؟ أصدقاؤه والأطفال عموما تأتي إجاباتهم بأنهم نفسهم يكون دكتور أو مهندس ... الخ , وكانت إجابته الصارمة الصادمة ( أنا نفسي أطلع حرامي )

أتوقع أن تكون إجابته قد صدمتكم وجعلتكم ترسمون صورة ذهنية لطفل شرير, منكوش الشعر, ذوة عين حادة ,,,, لكنه على العكس من ذلك تماماً, ترتسم على وجهه براءة الأطفال, ذو شعر ناعم ينسدل على عينيه الفاترتين اللتين لا توحيان بأي مظهر من مظاهر الشريرية


كان الكثير من الحاضرين لهذا الموقف ممن استمعوا لهذه الإجابة يُصدمون بها, لكن لا تلبث صدمتهم أن تتحول إلى ضحك, فتتحدث جدته ( فال الله ولا فالك ) حرامي إيه ياولا .. طب قول دكتور, مهندس, طيار .. ويجيب والده وهو يضحك بصوت مرتفع : أيوة كدة يابني, انت كده بدأت تفكر لمستقبلك صح

كان يستغرب جدا من ضحكهم ويعبث بوجهه وهو يُحدث نفسه من الأعماق, وبداخله سؤال يتردد : لماذا يضحك هؤلاء ؟ إن إجابته من وجهة نظره لا تحتمل كل هذا الضحك, إنه يتحدث بواقعية ويجيب بكل صدق عن السؤال الذي سألوه إياه, فما الذي يستدعي كل هذا الضحك !!

بالرغم من أنه لم يتجاوز السادسة, لكن تصرفاته وحركاته توحي بأنه أكبر من سنه, تحب أن تجلس معه فهو محاور جيد, يُحدثك عن أخبار العالم وأخبار الكرة, وماذا حدث هنا وماذا جرى هناك, تستغرب وكأنك تتحدث مع راشد بالغ

كان قد قرأ في إحدى المجلات التي كان يُدمن قراءتها قصة عن الإسكندر الأكبر أنه أمسك لصا يقود سفينه صغيرة في البحر, وكان الإسكندر على رأس اسطوله, فسأله الإسكندر لماذا تسرق أيها اللص ؟ قال : أنا على سفينتي الصغيرة إذا أخذت شيئا تسموني لصاً, وأنت على هذا الأسطول تأخذ البلاد بأكملها وتُسمى فاتح

مضت السنون والأعوام والإجابة التي كانت تصدم الجميع تراود خياله .. بل هي في أعماق نفسه ومبدأ من مبادئ حياته, لكن مع ذلك لم يفكر يوماً أن يسرق السندوتشات من أصدقاؤه في المدرسة أو أن يأخذ جنيهاً من جيب والده وهو نائم, لأنه بإختصار قد أخذ قراراً, قرر أن يكون الإسكندر