2009-11-25

هذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأنا أتابع أحداث مباراة مصر والجزائر استشعرت حالة الغيبوبة واللاوعي التي تعيشها الأمة .. وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ( صحيح الجامع )

هذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة .. تقوم الحروب .. وتراق الدماء .. وتثار النعرات الجاهلية التي جاء الإسلام ليهدمها .. قبل المباراة الأولى والثانية كنت أحضر بعض المجالس عنوانها بإختصار - لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة - طبعاً المعركة ليست بين مصر واليهود في حرب العاشر من رمضان ولا بين الجزائر والإحتلال الفرنسي في حرب المليون شهيد .. معركة ساحتها ليست ميادين الجهاد ولكن ساحتها ملعب كرة

أي حرب لابد لها من رويبضة يشعل فتيلها ويزكي نارها .. في معركة بدر خرج المشركون لحماية القافلة .. وعندما أفلتت القافلة من يد المسلمين لم يعد هناك مبرر لمواصلة السير والقتال .. فنصح بعض عقلاء الكفار أبو جهل بالعودة إذ لا مبرر من القتال .. فرفض أبو جهل وقال بكبر وغرور : لابد أن نقيم ببدر ثلاث .. نأكل اللحم .. ونشرب الخمر .. وتغنينا القيان .. فكانت الهزيمة النكراء للمشركين

في المعركة الأخيرة .. أقصد في المباراة الأخيرة كان هناك رويبضة من الجانبين .. ربما اختلفت أساليبهم فقط .. فهم الأن لا يقفون في صحراء مكة الحارقة يكتوون بنارها كما كان يقف أبو جهل وعصبته .. ربما يجلسون في استوديوهات مكيفة تسلط عليهم الكاميرات فيما يُعرف بالمصطبة الرياضية يهيجون مشاعر الجماهير لدرجة تجعل الدم يغلي في العروق .. وربما يجلسون في في غرف مكيفة أمام شاشة الكمبيوتر يحتسون المشروب الدافئ .. يقوم الواحد منهم بكتابة مقال أو تركيب صورة أو فبركة مقطع فيديو .. أذكركم أنهم لا زالوا في غرفهم المكيفة يحتسون مشروباتهم الدافئة والباردة بينما دماء الجماهير تغلي ومشاعرهم ملتهبة

الأحداث التي سبقت وتلت المباراة تمثل حالة الفراغ وعدم الإتزان التي تمر بها الأمة .. لن أكتب هنا من منطلق كوني مصري .. فالمعاناة التي أستشعرها وأنا أنظر إلى حال الأمة أكبر من ذلك .. العبارات التي أسمعها قبل المباراة تعبر عن تشوق الأمة والطرفين خصوصاً لإحراز أي انتصار في الوقت الذي يتعذر فيه تحقيق انتصار على أرض الواقع فراح الجميع يبحث عن انتصار زائف .. فكنت استمع إلى بعض العبارات من قبيل : احنا هانسحق الفريق الاخر , هاننتصر عليهم , ربنا ينصرنا على الأعداء , المعركة , الموقعة الفاصلة ...... الخ

بعد انتهاء المباراة الثانية والأحداث المؤسفة في السودان .. راح البعض يسجل نقاط .. البعض يُظهر حب استشعرت أنه زائف .. والبعض يتغنى بحب الوطن وكلام كبير جداً لم ألمح فيه الصدق .. بداية من القمة الذين ذهبوا يؤكدون على أنهم لن يقبلوا المساس بكرامة أي مواطن - كدت أضحك وأنا أسمع مثل هذه الكلمات وأقول في نفسي : وهو مين اللي بيهين كرامتنا غيركم - بل حتى الفنانين الذين أخذوا يتحدثون عن شجاعتهم في أرض المعركة وبطولاتهم في شوارع أم درمان .. مذيع يبكي بدموع التماسيح .. بل حتى هيفاء وهبي ركبت الموجة بعد غضب الناس عليها بسبب كلمات أغنيتها الأخيرة راحت تسجل نقاط بإعلانها أنها تذوب في حب مصر والجزائر لا تعنيها في شئ .. والله المستعان

وأخيراً .. هذا هو حال أمتنا وهي تعيش السنوات الخداعات .. وهذا ما يحدث عندما ينطق الرويبضة

2009-11-09

خطبة جمعة أم علقة ساخنة !!



أصبحت خطبة الجمعة لدى الكثير من المسلمين هي المصدر الوحيد لتلقي التعاليم والمعلومات الدينية في عصرنا هذا .. فمع تسارع وتيرة الحياة .. والكل يلهث لتغطية النفقات وتكاليف العيش فتجد أن الشخص يعمل على مدار الأسبوع .. فمن المفترض أن يأتي يوم الجمعة كيوم سكينة واطمئنان .. نستيقظ فيه وقد أخذنا قسطاً من الراحة ونستعد للذهاب لصلاة الجمعة نبحث عن غذاء الروح من خلال الكلمات التي يبثها الخطيب الذي يقف موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم

بكل صراحة أصبحت خطبة الجمعة لدى الكثير مجرد عادة .. يذهب إلى الجمعة لإسقاط الفرض عنه وفقط .. انظر إلى هؤلاء الذين يأتون وقد أوشك الإمام على الإنتهاء .. بل حتى هؤلاء الذين أصبحت خطبة الجمعة مكاناً مميزاً لأخذ قسط من الغفوة ربما يصل إلى النعاس وربما تفاجأت يوماً بمن يميل عليك أثناء الخطبة لأنه يسبح في نوم عميق

لا شك أن جزء كبير من الخطأ يقع على أمثال هؤلاء .. الذين يسهرون إلى أوقات متأخرة ليلة الجمعة ثم يكملون نومهم أثناء الخطبة أو الذين يأتون متأخرين متناسين فضل التبكير إلى صلاة الجمعة .. لكن بإعتقادي إن جزء كبير من المسئولية تقع على الخطيب نفسه

الروتين الممل, تكرار نفس المواضيع, عدم التجديد والتنويع, الرتابة في الأداء, الإطالة المملة أو التقصير المخل للخطبة .. كلها أسباب تجعل من خطبة الجمعة " علقة ساخنة " وحمل ثقيل يريد المستمع أن يتخلص منه .. لا أن يأتي للجمعة على أنها راحة للنفس وسكينة للروح بعد اسبوع طويل من العناء

بعض الخطباء غير مؤهلين تماماً لإرتقاء المنبر .. وأعرف بعضهم يتعاملون مع خطبة الجمعة على أنها تجارة .. يصعد المنبر ليحصل على أجرة الخطبة التي لا تتعدى في المساجد الأهلية 25 أو 30 جنيه في أحسن الأحوال .. بل حتى المؤهلين منهم قد ألتمس لهم العذر .. هل تعلمون كم راتب إمام المسجد وخطيب الجمعة في الأوقاف ؟ .. ياتُرى هل يكفي هذا الراتب للحياة .. فضلاً عن شراء المراجع والكتب التي نُطالب الخطيب أن يغوص في أعماقها ليأتي لنا بالجديد !!


حتى نكون عمليين هذه بعض الأفكار أضعها بين أيديكم وأرجوا المشاركة باراؤكم :-


- اصلاح أحوال أئمة المساجد المادية

- إنشاء مكتبة في كل مسجد توفر للخطيب المصادر التي تساعده في تحضير دروسه ومحاضراته

- تأهيل الخطباء وانتقاؤهم بعناية

- عدم الإطالة المملة أو التقصير المخل في الخطبة ومراعاة ظروف الحضور

- أن تكون خطبة الجمعة مركزة لتوصيل فكرة معينة لعدم تشتيت المستمعين

- التنويع في الخطبة وتقديم ما هو جديد في كل مرة

2009-11-03

حوار بين صديقين عن الزواج

بعد صلاة عشاء أحد الأيام التقى صديقان .. فرقتهم الأيام لفترات طويلة مع أنهم كانوا نادراً ما يفترقون أيام الدراسة ,, وهذه هي الحياة ,, ودار بينهما هذا الحوار :-

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* وعليكم السلام وررررحمة الله وبركاته .. أهلاً أهلاً

مزيد من الأحضان والقبلات .. بس خلوا بالكوا من انفلونزا الكتاكيت : )

* فينك يابني عاش من شافك ؟

- انت اللي فينك .. انا باسأل عليك على طول بس انت اللي مختفي

* والله الظروف .. انت عارف الدنيا .. بأرجع من الشغل متأخر كل يوم يادوب على النوم

- الله يعينك .. المهم انت عامل ايه طمني عليك ؟

* والله الحمد لله .. أدينا عايشين .. انت اللي ايه اخبارك ياباشا ؟

- الحمد لله في نعمة

هاه .. ايه ياعم انت مش ناوي تتجوز ولا ايه ؟

* ههههههه اتجوز ايه ياعم هو أنا لاقي آكل

( ابتسامة ) ايوة ياعم تتجوز .. وهما يعني اللي اتجوزوا أحسن منك !!

* لا ياعم .. خلينا كده أحسن .. بدل ما نجيب بنات الناس من بيتها ونعذبها معانا .. خليها هي في بيت أبوها وأنا في بيت أبويا أحسن

- آآآآآه بنت الناس مين بقى ؟ شكلك في دماغك حد معين .. آه يانمس طلعت مش سهل : )

* هههههه لا والله .. ما فيش حد في دماغي ولا في ايدي حتى .. أنا باتكلم عموماً .. أصلاً الموضوع ده أنا حاطه في صندوق المواضيع اللي مستحيل أفكر فيها في المخ زي حاجات تانية كتير

- حاجات تانية ايه بقى ان شاء الله !!

* حاجات كتير يابني اللي بيفكر فيها بيتعب فأنا حاططها في دفتر النسيان علشان ما اتعبش

- ماشي ياعم الفيلسوف .. بس بجد انت لازم تفكر في موضوع الجواز .. انت قربت على ال 30 يابني

* ياعم الحمد لله انا لسة 30 في ناس طلعت معاش ولسة ما دخلتش دنيا

( فاصل من الضحك )

* طيب ياعم انا هاتجوز منين .. يادوب الشغلانة اللي لقتها بعد ما تخرجت فلوسها ما بتكفنيش مواصلات وأكل .. وأهوه بأقضيها يوم كدة ويوم كدة

- ياعم انت بس امشي في الموضوع هاتلاقي الأمور اتيسرت .. ربك كريم .. انت مش عارف حديث النبي صلى الله عليه وسلم اللي بيقول : ثلاثة حق على الله أن يعينهم .. وذكر منهم الناكح يريد العفاف .. وبعدين ياعم هاتلاقي بنت الحلال اللي بترضى بقليلها وربنا هايباركلكم

* فين ياعم .. ما عادش في بنات كدة .. البنات دلوقتي عاوزين المريش المهيش

- هههههه مهيش ايه بس .. صدقني في .. دور على صاحبة الدين من بيت طيب .. بنت أصول يعني .. ولو صدقت النية ربنا هايرزقك .. وبعدين ياعم أديك شايف حال الشباب كلهم مش انا وانت بس .. وكل الاسر عارفة الأحوال .. لو كل الناس فكروا في المريش المهيش زي ما بتقول ما حدش هايتجوز .. واللي عندهم بنات عندهم ولاد .. آل تخليها في بيت أبوها آل

* ههههه اتريق براحتك .. المهم .. انت بقى اللي هاتتجوز امتى ؟

- قريب إن شاء الله .. انت عارف إني خاطب من فترة والحمد لله الأمور ميسرة .. من يوم ما مشيت في موضوع الجواز والحمد لله ربنا كارمني

* أخدت شقة وظبطت نفسك يعني ؟

- آه الحمد لله .. لقيت شقة ايجار حلوة .. وبأجهز فيها .. سبحان الله مش هاتصدقني .. أنا نفسي مش مصدق .. يعني لو جيت حسبتها بالورقة والقلم هاتقول لا يمكن .. بس ربك كريم

* انت شجعتني .. يعني أتوكل على الله وآخد أول خطوة نحو قفص الزوجية ؟

- هههههه قفص ايه ياعم .. يابني توكل على الله .. وخد أول خطوة نحو بيت الزوجية السعيد ان شاء الله .. بس ما تنساش تعزمنا في الخطوبة

* أكيد انت أول المعزومين .. بس ما تنساش الجاتوه : )

افترق الصديقان كل إلى حال سبيله .. على أمل اللقاء