2008-07-18

قلم رصاص ـ (1) ـ


لا أدري من أين ابدأ .. لكن دائما البداية من أول السطر

لا أعرف هل أوفيه حقه .. رغم أنني سأكتب عنه به .. وسأتحدث إليه منه .. إلا أنه كعادته دائما من يوم عرفته بسيط ومتواضع .. لم يقف يوما موقف كبرياء ولا غرور

تزدحم الأفكار أمامي وتتوه في مخيلتي .. فما هي إلا لحظات ويقف هو في موضعه بين يدي .. أحسبه حائراً لا يدري أين يذهب ولا في أي طريق يسير .. لكنني أكتشفت بعد ذلك أنه لم يكن يوماً حائراً ولا تائهاً

سكونه في موضعه الذي كنت أحسبه ضعف .. أدركت أنه قوة .. يقف لحظات يخاطب فيها الأفكار .. يتحدث إلى المشاعر والأحاسيس .. فإذا بي ألمح بريقاً يخرج من بين ثناياه .. ونوراً يتلألأ .. وإذا بالأفكار والمشاعر والأحاسيس وكأنها استجابت لحديثه تنساب على صفحات .. فيكون المنظر وكأن صفحات من ذهب أو فضة صُب عليها ماء الحياة

رفيق الدرب .. عرفتك منذ نعومة أظفاري .. أقرب إلي من كل قريب .. وأحب إلي من كل حبيب .. لم تتركني يوماً وحيداً .. حتى في أشد اللحظات التي تلفت فيها فما وجدت أحداً

كنت معي في أيامي كلها .. بحلوها ومرها .. في أيام الفرح كنت أستشعر هذا منك .. لم تكن بحاجة إلى أن تتحدث لتخبرني أنك سعيد لسعادتي .. كانت الفرحة تبدوا على ناظريك .. تشع من جنباتك .. ولا أخفيك أن سعادتي كانت تزداد عندما أراك سعيداً لسعادتي

حتى في أشد اللحظات التي كنت أعاني فيها كنت أجدك دائماً بجانبي .. تخفف عني وتواسيني .. تحاول أن تزيل الهموم عني .. كم أفنيت نفسك من أجلي .. بكيت لبكائي .. وكأن دموعك الغالية مداد حياتي

منذ أن لامس كفي كفك وعانقت روحي وروحك .. أشرقت الحياة أمامي .. وانبعث النور يملأ جنبات حياتي .. كبرت أنا وكبرت معي

أعتذر إليك عن هجري لك بعض الأوقات .. لكن صدقني .. مهما ابتعدت عنك فهناك شئ ما بداخلي يدعوني إليك .. مرات أتوارى عنك خشية إزعاجك .. أقول في نفسي : يالله كم أتعبتك .. يأتيني الخاطر أحياناً .. اسأل نفسي كم تتحمل معي كل هذا !! ـ

حديث الروح أبثه إليك .. وسحر البيان أنقله عنك .. وعذب الكلام استلهمه منك .. أتذكر لحظات خلواتنا لا يرانا إلا الله .. كم مرة جلست أنا وأنت في ظلمات الليالي نتبادل الحديثوالأسرار .. أبثك من حديثي وأشجاني .. لغة القلوب وحديث العيون وهمس السكون

0 التعليقات: