2008-06-19

الله أكبر ..ثلاثة دراهم لا تعف مسلماً !!

بداية دعونا نستعرض هذه القصة :ـ

في مجلس سعيد بن المسيب يحضره عشرات بل مئات من الشباب الصالحين ..انقطع شاب من الشباب عن الحضور يوماً .. فلما حضر بعد أيام سأله سعيد : أين كنت يا أبا وداعة ؟!

قال : ماتت زوجي وانشغلت بدفنها وعزائها ..فقال سعيد رحمه الله : هلَّا أخبرتنا حتى نعزيك ونواسيك .. ثم قال له : هل نويت بأمر بعدها ؟! .. هل عزمت على زواج بعدها ؟!

قلت : ومن يزوجني وأنا لا أملك إلا ثلاثة دراهم ..قال سعيد : سبحان الله ..ثلاثة دراهم لا تعف مسلماً !!

الله أكبر ..ثلاثة دراهم لا تعف مسلماً !!

قلت : ومن يزوجني ؟!..قال : أنا .. قلت : ابنة سعيد بن المسيب التي يخطبها الأمراء والوزراء ويردهم عنها .. قال : أنا أزوجك ..فدعا من كان في ناحية المسجد .. ثم قال : الحمد لله وأثنى على الله .. ثم قال : زوجنا فلاناً من فلانة على درهمين ..زوجنا فلاناً على فلانة بدرهمين ..تمَّ العقد ..طرت من الفرح ..ابنة سعيد !!

ذهبت إلى داري وأنا أطير من شدة الفرح .. دخلتُ وكان الوقت ساعة مغيب الشمس ..كنت صائماً ..أخرجتُ خلاً وخبزاً أريد الإفطار .. فإذا بطارق يطرق الباب .. قلت :من ؟! .. قال : سعيد ..فجاء على بالي كل سعيد إلا سعيد بن المسيب ..فما رُؤي منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد

فتحت الباب .. فإذا بسعيد بن المسيب ..قلت : لقد رجع في كلامه .. قلت : لماذا أتيت .. كان حري بك أن تستدعيني وأنا آتيك ..قال : مثلك يُؤتى إليه ..أنت إنسان زوجناك .. وخفتُ أن تبيت الليلة عزباً ويحاسبني الله على عزوبيتك في هذه الليلة .. فإذا بسواد من خلفه ..دفعها داخل الباب ..سقطت من حيائها ..ثم قال له : بارك الله لك .. وبارك عليك .. هذه زوجك ..أسأل الله أن يوفق ويصلح بينكما ..ثم ذهب في طريقه

يقول : فنظرت إليها فإذا هي من أجمل النساء .. والله ما رأت عيني أجمل منها ..فصعدتُ إلى ظهر المنزل ..ناديتُ جيراني .. قلتُ لهم :سعيد بن المسيب زوجني ابنته .. وقد أتى بها هذه الليلة .. انزلوا عندها .. أذهب لأخبر أمي بالخبر .. فذهبتُ أخبر أمي .. فقالت لي : وجهي من وجهك حرام .. والله لا تقربنها إلا بعد ثلاثة أيام حتى أزينها كما تُزيَّن العروس

بعد ثلاثة أيام أُدخلت عليها .. والله ما رأت عيني أجمل منها ..إن تكلمت أحسن الكلام ..وإن سكتت على أجمل مقام .. مكثتُ معها شهراً لم أرَ منها إلا صيام وقيام ..بعد شهر ..أردت الذهاب إلى مجلس سعيد ..قالت : إلى أين تذهب ؟!..قلت : إلى مجلس سعيد لطلب العلم ..قالت : اجلس فإنَّ علم سعيد كله عندي .. اجلس فإنَّ علم سعيد كله عندي

ذهبتُ إلى مجلس سعيد بعد شهر..فلما رآني تبَّسم ولم يكلمني حتى انفضَّ الجمع من المجلس ..فلما انفضَّ جئته وجلست بين يديه .. قال : كيف ضيفكم ؟..قلت : على أحسن حال .. قال : إن رأيت ما لا يعجبك فالعصا .. ثم أعطاني عشرين ألف دينار ..وقال : استعن أنت وإياها على قضاء حوائجكم

الله اكبر .. ثلاثة دراهم لا تعف مسلما .. لله درك ياسعيد .. أين لنا بمثل سعيد اليوم

خلق الله عز وجل الرجل والمرأة .. وأودع فيهم فطرة .. فالرجل يميل إلى المرأة .. والمرأة تميل إلى الرجل .. وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى .. من أجل ذلك شرع الله الزواج .. تلبية لحاجة في نفوس الرجال وفي نفوس النساء

كم من شاب وكم من فتاة .. يتقلبون في أسرتهم إذا أتى عليهم الليل .. ووالله لو تكلموا – وما منعهم إلا الحياء – لقالت الفتاة إن أمنيتها بيت صغير ورجل صالح تأوي إليه ويأوي إليها .. ولو تكلم الشاب لقال : أنقذوني أنقذوني .. إن خرجنا إلى الشارع نساء كاسيات عاريات في كل الطرقات .. وإن جلسنا في البيوت .. شاشات وقنوات تبث الرذيلة وتدعوا إليها .. فيالله ماذا نفعل !!

الزواج مقدم على الجهاد :ـ

لأهمية الزواج قدمه كثير من الفقهاء على الجهاد .. لأن الجهاد يحتاج إلى الرجال .. ولا سبيل لإيجاد الرجال إلا عن طريق الزواج

الزواج من أسباب الغنى :ـ

روي عن ابن عمر أنه قال : عجبت لمن لا يرغب في الباءة , والله يقول : { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله }ومن حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة كلهم حق على الله عونه : المجاهد في سبيل الله .. والناكح يريد العفاف .. والمكاتب يريد الأداء

أبركهن أيسرهن مؤؤنة :ـ

أصبح الزواج اليوم بالنسبة لكثير من الشباب أمنية من الأماني .. بل حلم من الأحلام .. ودرب من الأوهام .. في ظل غلاء المهور .. وتعسير الأمور

الحلال بالاف مؤلفة بينما الحرام أيسر ما يكون .. كم من شاب وفتاة .. ساروا على طريق الهداية .. وأردوا تحصين النفوس .. فإذا بالأبواب مغلقة مليئة بالأشواك .. فاتجهوا إلى طريق الحرام المفروش بالورود .. فمن الذي يتحمل المسئولية !!

هل فتياتنا أحسن من أمهات المؤمنين !!

حين سُئلت عائشة رضي الله عنها عن صداقه صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره .. قالت : ما زوَّج النبي صلى الله عليه وسلم بناته ولا صدق نساءه بأكثر من ثنتي عشرة أوقية ونشاً ..قالت : أتدري ما النش ؟..قالت : نصف أوقية ..فذلك خمسمئة درهم ..خمسمئة درهم لأمهات المؤمنين ..أطهر النساء ..وأعف النساء .. وأكرم النساء عند الله جل في علاه .. والأباء يطالبون لبناتهم بالآلآف المؤلفة .. طيب من أين يأتي الشباب بكل هذه الأموال .. يسرقون .. أم يلجأون إلى الحرام !!

مهرها القرآن :ـ

ثبت في الصحيحين : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زوَّج رجلاً فقيراً بما عنده من القرآن..فمن يسن هذه السنة الحسنة اليوم فينا الآن ؟! .. أين من يزوج الصالح ؟!..أين من يبحث لابنته على ذلك الشاب التقي النقي ..فيعطيها ويسلمها إليه

كثير من الآباء أنعم الله عليه وفتح له من أبواب الرزق ووسع عليه من فضله .. فإذا جاء إليه ابنه قائلا : زوجني يأبي .. ساعدني في الزواج حتى أعف نفسي .. ينهره الأب ويزجره .. قائلا له : أنه لابد وأن يكد ويتعب كما تعب هو .. وأنه ما تزوج إلا بعد تعب ونصب .. ما تزوج إلا بعد أن بلغ الثلاثين

أقول : أيها الأب .. أما يكفي أنك تعبت وشقيت .. هل لابد أن يسير ابناؤك على نفس الطريق .. لماذا تجمع الأموال اصلاً .. أليس ابناؤنا فلذات اكبادنا يمشون على الأرض

خير الصدقات :ـ

كثير من الأغنياء وأصحاب الأموال .. إذا فكروا أن ينفقوا في سبيل الله .. فكروا أن يبنوا لله مسجدا إلى غير ذلك من أعمال البر .. وهذا خير كثير .. ولكن .. ما فائدة مسجد يبنى لله وبجانبه عشرات المساجد .. في كل مسجد صف أو صفين من كبار السن .. وفئة قليلة من الشباب ممن هداهم الله .. بينما باقي الشباب غارق في بحار لا يعلمها إلا الله .. يحاولون أن يسدوا الفراغ الذي من المفترض أن يملأه الزواج .. فمن تنقل بين مواقع الأنترنت التي تقدم الفاحشة بالمجان .. إلى غرف الدردشة والمحادثة والشات .. إلى شاشات وقنوات تبث الرذيلة فتتلقاها القلوب وتسكن فيها .. إلى متابعة النظر وملاحقة الفتيات في الأسواق والتجمعات

فيالله !! أين من يتقدم مخلصا النية لله جل وعلا .. يقول : أنا أكفل مجموعة من الشباب والفتيات .. أزوجهم وأسعد قلوبهم .. فكم له من أجر عظيم .. كل لحظة في حياة هؤلاء الشباب والفتيات يقضونها في بيوتهم تحت سقف واحد – ستكون في ميزان الحسنات – وكل ذرية تخرج من أصلابهم إلى يوم القيامة توحد الله عزوجل – ستكون في ميزان الحسنات


قلت اضاع الله منهم ضيّعونـي

واعذابي كم اعانـي وأصطبِـرْ


ما كفاهم انّهم يـوم اهملونـي

يوم خلّوني من الفرقه استعِـرْ

وكم على درب الليالي يوعدوني

راحت ايامي وانا كـم بأنتظِـرْ


يا عباد الله ياللـي تسمعونـي

ودِّي أتـزوج ومانـي مقتـدِرْ


إعذروني كان فيكـم تعذرونـي

بأشتكي حالي واقول وأختصِـرْ

إنتصف عمري وأهلي يقهروني

وحظّي المسكين فينـي يفتقِـرْ

وكنت احسبهم بحالي ينصفوني

تاهت آمالـي وحلمـي ينقبِـرْ

واهلها بين المواعد يرهنونـي

وقلبي الغادي اشوفـه ينكسِـرْ


جيتهم للقرب طالـب يقبلونـي

شامخ بحرفي وباصلي بافتخِـرْ

والمصيبة بالمطالـب جننونـي

أول الاشيـاء دار(ن) ينعـمِـرْ

وقبلها يبغون ربعي يوصفونـي

وودّهم يلقون اسمـي يشتهِـرْ


والعجيب ان الاقارب يذبحونـي

ذاك يتجاهـل وهـذا يحتـقِـرْ

قلت انا الموهوب لا لا تقبروني

ما تبون اني اعيـش واستقِـرْ


صارت الايام في عمري سجوني

وكم على الايام مثلـي ينصهِـرْ

بأقتل الأحلام لي فيها شجونـي

وأنتظر يمكن بصبري أنتصِـرْ

ماهقيت اني على حسرة ظنوني

بأكتم الأحزان حسرة وانحسِـرْ

واستبيح اللي منعته عن عيوني

واترك دموعي تفـوت وتندثِـرْ

ليش من حقي غديتم تحرموني

وليش هالحرمان دايم مستمِـرْ


كلكم يا ناس صرتـم تعرفونـي

وتعرفون اني وباء(ن) منتشِـرْ

وان عرفتوني ابيكم تتركونـي

لا تقولوا لي على مـا تعتـذِرْ


كان فيكم خير مـرّه تعتقونـي

لأجل دنيانـا الأليمـه تزدهِـرْ

واشتكي لله كل اللـي رمونـي

وأنتظر حظّي ولو حالي عسِـرْ

يا عبـاد الله فيكـم ترحمونـي

زاد صمت الخوف فيني بأنفجِرْ

زوّجوني زوّجونـي زوّجونـي

قبل ما تذبـل ورودي وأنتحِـرْ

0 التعليقات: