2008-05-27

وما زال الصمت مستمراً .....

حائرة هي الأفكار في مخيلتي .. تتزاحم أمامي .. منذ فترة كبيرة لم أسطر شيئا بيدي .. ليس لدي الرغبة في الكتابة رغم وجود الأفكار .. لكنها الروح التي أفقدها منذ فترة

حتى الأن وأنا أكتب هذه الكلمات .. أكتب كلمة .. بعدها كلمة .. تتكون جملة .. ثم أعود فأمحوا كامل السطر

أتذكر أياما كانت تنساب الكلمات فيها كالماء العذب .. فيتحرك الوجدان .. ويحيا الجنان .. أما الأن .. ما عادت الكلمات تروي ظامئا .. كلا ولا تحي من الأرض جادب

وما زال الصمت مستمراً .....

2008-05-25

مهم جدا أن تحب ما تعمل .. والأهم أن تعمل ما تحب

هناك مثل يقول ( ليس المهم أن تعمل ما تحب ولكن المهم أن تحب ما تعمل ) ـ

ومع احترامي لمن وضع هذا المثل فهو غير مقبول بالنسبة لي .. بل أراه غير صحيح .

لماذا لا يعمل الانسان ما يحب !! ولماذا ينبغي علينا أن نعمل ما لا نحب .. ثم بعد ذلك يُطلب منا أن نحب ذلك العمل الذي عملناه بغير حب .

إذا تأملنا في حياتنا سنجد أنها مجموعة من الخيارات التي فرضت علينا بغير إرادتنا .. والأمر أبعد من مجرد إن انسان يعمل في وظيفة لا يحبها .. فالقصة تبدأ قبل ذلك بمراحل .. فالطفل لابد أن يرتدي في الغالب ما يختاره له أهله .. لأنه ما زال صغيرا " وما يعرفش مصلحته " ـ

ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الدراسة .. فيتدرج الانسان في المراحل الدراسية .. يدرس خلالها ما يحب وما لا يحب .. ويُطالب في الغالب أن يحب ما لا يحب .. حتى ينجح " وتعدي السنة على خير " ـ

ويقوم الواحد منا بحب ما لا يحب .. وإن كان حبا وهميا .. أو إن شئت فقل " حب من طرف واحد " أو " حب بالإكراه " .. فنقوم بحفظ أو " صم " المنهج المقرر عن ظهر قلب ليفرغه بعد ذلك في أوراق الإجابة .. وكان الله بالسر عليما .

وفي نهاية السلم الدراسي تكون الطامة الكبرى .. عندما يدخل الطالب المرحلة الثانوية .. " البكالوريا " ويدخل إلى القسم العلمي .. رغم أنه لا يحب الرياضة .. ولا يطيق الفيزياء .. ويكره الأحياء كره " العما " لكن آمال اسرته معلقة عليه أن يكون طبيب العيلة .. أو مهندس له مكانة مرموقة .

أو عندما يدخل إلى القسم الأدبي بالرغم من أنه " ما فيش بينه وبني التاريخ قبول " ويصاب بجميع العقد النفسية بسبب دراسته لعلم النفس .. وملكاته الأدبية ضعيفة .

بعد ذلك يسلم الطالب نفسه إلى مكتب التنسيق ليحدد مسار حياته .. فبدرجة واحدة قد ترفعك إلى عنان السماء .. وبدرجة واحدة قد تنزل بك إلى الحضيض .

بدرجة .. بل بنصف درجة قد يتغير مسار حياة إنسان وتدمر آماله وتسود الدنيا في وجهه .. فهذا الإنسان أمنية حياته أن يكون مهندسا ويعشق هذا المجال .. ولأن مجموعه أقل نصف درجة لم يدخل الكلية التي يحبها .. بل كان مصيره كلية التجارة .. والآخر يعشق اللغات ويحلم طوال حياته أن يلتحق بكلية الألسن .. ولنفس البب التحق بكلية الزراعة .

ويلتحق الكثير بكليات لا يحبوها .. ليتخرجوا منها في النهاية مؤهلين .. أو حتى غير مؤهلين أن يعملوا في وظائف لا يحبوها .. ثم بعد ذلك يُطلب منهم أن يحبوها .

فتكون النتيجة في نهاية حياة الانسان مجموعة من الأعمال التي يقوم بها الانسان على مدار حياته يؤديها مجرد أداء بعيداً عن أي ابداع أو روح أو ابتكار .. هذا إن لم تكن النتيجة النهائية هي الفشل لا قدر الله .


أرجوكم :-


- أيها الأباء والأمهات :-

أعطوا ابناؤكم مساحة للتعبير والاختيار .. بعيدا عن التقييد والتعقيد .. وجهوهم بحب بين الحين والحين إن رأيتموهم حادوا عن الصواب .. لكن لا تجعلوا حياتهم مجموعة من الأوامر والنواهي والالزامات والاجبارات .


- أيها المسئولون عن التعليم :-

كفانا عملا بهذه الأنظمة الفاشلة التي تجبرنا على دراسة ما لا نحب وتجبرنا على أن لا نحب ما لا نحب .. أعطونا الحرية في أن ندرس ما نحب حتى نبدع فيما نحب .


- يأصحاب الأعمال والمدراء :-

أعطوا موظفيكم الفرصة في أن يختاروا القسم الذي يحبون أن يعملوا فيه .. ويتصورون أنهم سيبدعوا ويبتكروا وينتجوا فيه .. لا ترصوهم كقطع الشطرنج على الطاولة .. وبعد أن تعطوهم الفرصة في أن يعملوا ما يحبون .. انتظروا النتيجة مزيدا من الابداع والانتاجية في العمل .


من اليوم ينبغي أن يتغير هذا المثل ( ليس المهم أن تعمل ما تحب ولكن المهم أن تحب ما تعمل ) إلى ( مهم جدا أن تحب ما تعمل .. والأهم أن تعمل ما تحب )