2009-05-13

تعالوا بنا نتعرف على الشيعة -2- تعريف الشيعة والروافض والفرق بينهما

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستكمل معاً بإذن الله الموضوع الذي بدأناه - تعالوا بنا نتعرف على الشيعة - بدأنا بمقدمة واليوم نتعرف على تعريف الشيعة والرافضة والفرق بينهما .. الموضوع هام جدا وقد حاولت الاختصار قدر الإمكان .

تعريف الشيعة والروافض والفرق بينهما :-

تعريف الشيعة :-

الشيعة في اللغة :

هم أتباع الرجل وأنصاره .. وجمعها شيع

وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة .. وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو له شيعة *

وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليا -رضي الله عنه- وأهل بيته حتى صار لهم اسماً خاصاً ** فإذا قيل فلان من الشيعة عُرف أنه منهم *

ومنه قول الله تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (الصافات : 83) تعني أن إبراهيم من شيعة نوح السائرين على طريقه في الدعوة إلى التوحيد .. وقوله جل وعلا : هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ (القصص : 15) ***

الشيعة في الاصطلاح :

تطور تعريف الشيعة بأطوار نشأتهم والتطور العقدي لهم

من أدق التعاريف للشيعة تعريف بن حجر العسقلاني .. يعرف التشيع موضحاً فرقه فيقول :-

والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة .. فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي .. فإن أنضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغالٍ في الرفض .. وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو ****

فالشيعة عنده 4 طوائف :-

1- الشيعي : وهو من أحب علياً – رضي الله عنه – وقدمه على الصحابة عدا أبي بكر وعمر .

2- الرافضي : من أحب علياً وقدمه على الصحابة كلهم ومنهم أبي بكر وعمر .. فهذا رافضي غالٍ في التشيع .

3- غلاة الرافضة : من أحب علياً وقدمه على أبي بكر وعمر وانضاف إلى ذلك السب والبغض لهما وللصحابة عدا علي – رضي الله عنه – وعدد قليل منهم .

4- شدة الغلو في الرفض : أن يضيف إلى السابق القول برجعة علي -رضي الله عنه- إلى الدنيا *****

تعريف الروافض :-

الرفض في اللغة :

الترك والتفرق , والروافض كل جند تركوا قائدهم , والرافضة الفرقة منهم ******

الرفض في الاصطلاح :

اسم يطلق على كل من تبرأ من الشيخين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما- وكذلك على كل من يتبرأ من الصحابة *******

لماذا سموا رافضة :-

– قال بن تيمية : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية .. فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قومه فقال لهم : رفضتموني .. فسموا رافضة ********

أصل القصة :-

خرج زيد بن علي أيام هشام بن عبد الملك على والي العراق .. وكان زيد ممن يتولى أبا بكر وعمر ويترضى عنهما شأن أئمة آل البيت .. فخرج وقد بايعه على إمامته خمسة عشر ألف رجل من شيعة أهل الكوفة .. فلما تقابل الجيشان سأله شيعته عن رأيه في أبي بكر وعمر .. فتولاهما وترضى عنهما .. وقال : إني لا أقول فيهما إلا خيرا .. وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيرا .. وإنما خرجت عن بني أمية الذين قتلوا جدي الحسين وغاروا على المدينة يوم الحرة .. ثم رموا بيت الله بالمنجنيق والنار .. ففارقوه وتركوه لما لم يتبرأ من الشيخين .. فقال لهم : رفضتموني .. ولم يثبت معه إلا عدد يسير منهم .. وقُتل رحمه الله *****

– وقيل سموا رافضة لأنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر *****



إذن تعرفنا على تعريف الشيعة والرافضة والتشيع والرفض .. ونلاحظ الآتي :-

– تطور تعريف الشيعة بأطوار نشأتهم والتطور العقدي لهم .. لكن مبدأ التشيع تغير فأصبحت الشيعة شيعاً .. لهذا نرى الإمام زيد رضي الله عنه يسمي الطاعنين في الشيخين – أبا بكر وعمر – بالروافض *********

– في صدر الإسلام لم تكن تُستعمل لفظة الشيعة إلا في معنى المطاوعة والمتابعة .. فكان مصطلح الشيعة يُطلق على أتباع علي – رضي الله عنه – وأنصاره .. ونفس الشئ بالنسبة لمعاوية – رضي الله عنه – فكان يُقال شيعة علي .. أي أنصاره وأتباعه الذين يرونه الخليفة الراشد الرابع .. وكان يُقال شيعة معاوية لأنصاره وأتباعه الذين كانوا يرون أن قتلة عثمان لجأوا إلى معسكر علي وأن البيعة لعلي لا تلزمهم حتى يقتص من القتلة أو يسلمهم إليهم

– الشيعة الأولى لم يطعنوا في أصحاب رسول الله ولم يسبوهم ولم يشتموهم بل كانوا يقدمون أبا بكر وعمر على علي

قال شيخ الإسلام بن تيمية :- كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا علياً, أو كانوا في ذلك الزمان لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر .. وإنما نزاعهم في تفضيل علي وعثمان .. وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي قال : سأل سائل شريك بن عبد الله فقال له : أيهما أفضل أبو بكر أو علي .. فقال له : أبو بكر .. قال له السائل : تقول هذا وأنت شيعي فقال له : نعم .. ومن لم يقل هذا فليس شيعياً .. والله لقد رقى علي هذه الأعواد فقال : ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر .. فكيف نرد قوله ؟ وكيف نكذبه ؟ والله ما كان كذابا **********

-----------------------------------------------------------------------

* تاج العروس : مادة شاع 8/405
** القاموس مادة شاع
*** الشيعة . المهدي . الدروز . تاريخ ووثائق , د/ عبد المنعم النمر (34)
**** هدي الساري مقدمة فتح الباري لشرح صحيح البخاري (459)
***** موقف الصحابة من الفرقة والفرق , د/ أسماء بنت سليمان بن عبد الرحمن السويلم (480)
****** انظر الكليات للكفوي (479) , النهاية في غريب الحديث والأثر (2/222)
******* كتاب الإمامة والرد على الرافضة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني
******** مختصر منهاج السنة (17) باب متى سموا رافضة وكذا الزيدية
********* مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة , د/ ناصر بن عبد الله بن على القفاري (126)
********** مختصر منهاج السنة 9/1