2009-06-23

هل أصبح الزواج الأن فعلاً من عاشر المستحيلات !! ـ

لا أدري ما السبب الذي يجعل كلماته الأن ترن في أذني .. وعباراته تجول في خاطري .. عندما كنا نحلم بالمستقبل بعد التخرج .. دائما ما كان يصدمني بهذه العبارة ( الزواج ده يابني من عاشر المستحيلات !! ) .. كانت هذه العبارة تصطدم بمسامعي وكأن صخرة عظيمة سقطت علي من فوق قمة افيرست

كنت أحدثه دائماً أن من عادة الناس أن تتحدث عن رابع المستحيلات .. أنت فقط من جعلت المستحيلات عشر والحادي عشر هو الزواج .. كنا نضحك ويمر الموقف الذي لا يخلوا من مداعبات وتعليقات

أتذكر أول يوم لي في المرحلة الجامعية .. عندما دخلت من باب الكلية فشعرت بالغربة .. كنت حريص أن أكون ضمن صحبة صالحة فتعاهدنا من أول يوم وكان رفيق دربي ونعم الرفيق

تخرجنا من الجامعة وبدأنا رحلة البحث عن عاشر المستحيلات .. سافر هو إلى السعودية وانقطعت عني أخباره .. عرفت بعد ذلك أنه اشترى الفيزا بعشرة آلاف جنيه .. سافرت أنا بعدها أيضا .. شاء الله أن نتواصل من جديد

هذا بخصوص صاحبي والمستحيلات العشر .. لكن هل أصبح الزواج فعلا من عاشر المستحيلات .. ذكرت قبل ذلك قصة تبين البساطة التي كان عليها أجدادنا الأوائل .. كيف قال : سعيد بن المسيب للرجل الذي اختاره لإبنته ولم يكن معه إلا ثلاث دراهم .. قال :
سبحان الله , ثلاث دراهم لا تعف مسلماً .. بل قبل ذلك اقرأوا كيف زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته وريحانته وحبيبة قلبه فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي كرم الله وجهه وماذا كان مهرها .. بل على أي فراش قضوا أول ليلة في حياتهما على وسادة حشوها الليف

اقرأوا كيف زوج النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة بما معه من القرآن وكيف كان مهر الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان ( الرميصاء ) اسلام زوجها أبو طلحة رضي الله عنهما

اقرأوا حتى نعلم ونتعلم أن بناء بيت وتكوين اسرة مسلمة ليس بهذا الكم من التعقيد وأن الزواج قائم على التيسير .. اقرأوا حتى نعلم أن الزواج .. ليس من عاشر المستحيلات

2009-06-06

أنا نفسي أطلع حرامي



كانت إجابته تأتي صادمة للبعض ومضحكة للبعض , على عكس أقرانه في مثل سنه عندما يُسئل أحدهم السؤال المعتاد : انت نفسك تطلع إيه ياحبيبي ؟ أصدقاؤه والأطفال عموما تأتي إجاباتهم بأنهم نفسهم يكون دكتور أو مهندس ... الخ , وكانت إجابته الصارمة الصادمة ( أنا نفسي أطلع حرامي )

أتوقع أن تكون إجابته قد صدمتكم وجعلتكم ترسمون صورة ذهنية لطفل شرير, منكوش الشعر, ذوة عين حادة ,,,, لكنه على العكس من ذلك تماماً, ترتسم على وجهه براءة الأطفال, ذو شعر ناعم ينسدل على عينيه الفاترتين اللتين لا توحيان بأي مظهر من مظاهر الشريرية


كان الكثير من الحاضرين لهذا الموقف ممن استمعوا لهذه الإجابة يُصدمون بها, لكن لا تلبث صدمتهم أن تتحول إلى ضحك, فتتحدث جدته ( فال الله ولا فالك ) حرامي إيه ياولا .. طب قول دكتور, مهندس, طيار .. ويجيب والده وهو يضحك بصوت مرتفع : أيوة كدة يابني, انت كده بدأت تفكر لمستقبلك صح

كان يستغرب جدا من ضحكهم ويعبث بوجهه وهو يُحدث نفسه من الأعماق, وبداخله سؤال يتردد : لماذا يضحك هؤلاء ؟ إن إجابته من وجهة نظره لا تحتمل كل هذا الضحك, إنه يتحدث بواقعية ويجيب بكل صدق عن السؤال الذي سألوه إياه, فما الذي يستدعي كل هذا الضحك !!

بالرغم من أنه لم يتجاوز السادسة, لكن تصرفاته وحركاته توحي بأنه أكبر من سنه, تحب أن تجلس معه فهو محاور جيد, يُحدثك عن أخبار العالم وأخبار الكرة, وماذا حدث هنا وماذا جرى هناك, تستغرب وكأنك تتحدث مع راشد بالغ

كان قد قرأ في إحدى المجلات التي كان يُدمن قراءتها قصة عن الإسكندر الأكبر أنه أمسك لصا يقود سفينه صغيرة في البحر, وكان الإسكندر على رأس اسطوله, فسأله الإسكندر لماذا تسرق أيها اللص ؟ قال : أنا على سفينتي الصغيرة إذا أخذت شيئا تسموني لصاً, وأنت على هذا الأسطول تأخذ البلاد بأكملها وتُسمى فاتح

مضت السنون والأعوام والإجابة التي كانت تصدم الجميع تراود خياله .. بل هي في أعماق نفسه ومبدأ من مبادئ حياته, لكن مع ذلك لم يفكر يوماً أن يسرق السندوتشات من أصدقاؤه في المدرسة أو أن يأخذ جنيهاً من جيب والده وهو نائم, لأنه بإختصار قد أخذ قراراً, قرر أن يكون الإسكندر