2009-07-30

رخصة مصر ورخصة دبي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. حاولت ابدأ الموضوع بالفصحى البسيطة كالعادة لكن لم أستطع .. وجدت الكلمات تأبى إلا أن تخرج بالعامية ربما لطبيعة الموضوع .. الموضوع لتوضيح بعض السلوكيات المنتشرة في مجتمعنا .. لا أدري ربما كان هناك خطأ منا لمسايرتنا الواقع الأليم وعدم التمرد عليه .. والله يصلح حال بلدنا يارب

قبيل سفري بفترة نصحني أخي الذي يعيش في دبي منذ فترة بتعلم القيادة ( السواقة ) في مصر قبل السفر .. بالفعل توجهت إلى أحد مدارس تعلم القيادة علشان آخد كورس في السواقة

بدأت الحصص .. كانت الحصة ب 20 جنيه لمدة ساعة – يابلاش – ما كنتش متخيل أبداً إني أركب عربية كده وأسوق وسط الناس وعربيات الميكروباص عن يميني و( التكسة ) – جمع تاكسي – عن شمالي .. كنت أذهب بشكل شبه يومي لمدة شهر تقريباً

كنت بأتعلم على عربية 128 .. ياربي .. بيقولوا اللي بيتعلم على ال 128 يقدر يسوق أي عربية تانية ودي حقيقة جربتها .. كانت العربية من غير مرايات جانبية وشكلها حتة خردة ماشية على أربع عجلات

طبعاً كانت لا تخلوا أيام التعليم من شوية نرفزة من ( المُعلم ) اللي هو عم فتحي .. لما مثلاً العربية تبطل مني وأنـا بأغيّر أو لما ( أحود ) على اللي ماشي جنبي .. بس الحق يتقال كان راجل مية مية وعلمني كويس

المهم مشيت الأيام .. علمني عم فتحي .. ازاي امشي بالعربية .. ازاي ألف .. ازاي أرجع لورا .. ازاي اركن .. ازاي اطلع كوبري وانزل منه .. لحد ما جه يوم الأقماع

في يوم قلتله ياعم فتحي أنا خلاص بقى الحمد لله دلوقتي بأعرف أسوق كويس وعاوز اروح اطلع الرخصة .. اليوم التاني لقيته جايب أقماع معاه في العربية .. وخدني في شارع مهجور .. قلت استر يارب :) .. فتح باب العربية ونزل وأخد الأقماع وقعد يرصها .. ايه ده ياعم فتحي !! .. قالي : ده تدريب على الامتحان .. امتحان ايه ياعم فتحي !! هو الامتحان عبارة عن أقماع !! .. قالي : أيوة .. انت لازم تمشي بين الأقماع دي وتعدي من بينهم من غير ما تلمسهم ولا توقع واحد منهم

ايه ده ياعم فتحي !! يعني انت عمال تعلمني .. وهات ورا .. وهات قدام .. واركن .. واطلع كوبري .. وانزل من الكوبري .. كل ده علشان شوية الاقماع دي .. مش المفروض يمشوني في الشارع ويشوفوا بأسوق كويس ولا إيه ؟

قالي : هو ده الامتحان .. بس ربنا يستر .. الأقماع دي المسافة بينها بتتسع وبتضيق حسب المزاج .. انت تعرف حد في المرور ؟ .. عندك واسطة ؟ قلتله واسطتي ربنا ياعم فتحي .. المهم اتدربت على موضوع الأقماع دي كويس .. وحفظت الخطوات عن ظهر قلب

ودعني عم فتحي ونصحني إني أشوف واسطة .. نصحني البعض إن الموضوع لازمله حرف الواو ( واسطة يعني ) خصوصاً لأن موعد سفري قرب

ذهبت إلى أحد أصدقاء والدي أظنه عقيد .. الراجل ما اتأخرش .. اداني ورقة كتب فيها ( السيد رئيس مرور .... تحية طيبة وبعد .. الرجاء مساعدة .... في استخراج رخصة القيادة ) دي طبعا اسمها تأشيرة .. أول مرة أعرف ان التأشيرات ألوان حسب الأهمية واعتبارات اخرى .. هو كان كاتب بقلم أخضر

المهم تاني يوم رحت المرور وتوجهت إلى مكتب السيد رئيس المرور واديته الورقة .. قالي المطلوب ؟ قلتله عاوز أعمل رخصة شخصية .. مضالي على الورقة وقالي انزل لعبد الله بيه تحت

نزلت .. سألت على عبد الله بيه .. آتاريه أشهر من النار على العلم .. مكتب عبد الله بيه ليه شباك بيتقدم منه الطلبات وليه باب للخروج والدخول طبعاً .. كان واقف على الشباك واحد أو اتنين .. وكان واقف على الباب طابور طويل .. طبعاً كلهم معاهم تاشيرات .. قلت آه يعني الكل فاهم المسألة ومختصر على نفسه المسافة بدل ما يجي ويسقط جاي ومعاه التأشيرة السحرية

وصلت لعبد الله بيه .. قالي روح شباك مش عارف كام وهات طلب استخراج رخصة واملاه .. جبت الورق ومليته ورجعتله .. اخدوا الورق ,, طلب استخراج الرخصة ,, صورة البطاقة ,, كشف باطنة ( مش عارف ليه ) ,, كشف نظر ,,,,, الخ وفوقهم التأشيرة الخضراء المباركة .. واتدبس كله مع بعضه

بعدها قالي روح امتحن .. قلت في نفسي .. امتحن ايه ياراجل !! امال التأشيرة دي لازمتها ايه .. المهم رحت المكان بتاع الامتحان ومعايا الورق .. طبعاً ما كانش معايا عربية .. دخلت على الراجل اللي بيمتحن قلتله عاوز امتحن .. قالي هات عربية .. قلتله مش معايا عربية .. وبعدين أنا جايلك من عند فلان باشا ( طبعاً دكهوا بيه بس ده باشا ) قالي : ولو .. لازم تجيب عربية تمتحن بيها .. طيب منين أجيب عربية ؟ .. قالي بيأجروا برة الساعة ب 50 جنيه

قلت أمري لله أروح أجيب عربية وأجي .. وأنا خارج من الباب لقيت واحدة ست كبيرة بتنادي عليا : يابني انت عاوز عربية تمتحن بيها ؟ .. قلتلها أيوة ياحاجة .. قالتلي طيب أنا عندي عربيات .. بكام ياحاجة ؟ .. قالتلي : ب 25 جنيه .. قلتلها طيب

الست قالتلي تعال ورجعتني تاني جوة الساحة اللي بيمتحنوا فيها .. لقتها راحت لواحد من اللي واقفين علشان يمتحنوا وبتقوله : يابني ادي العربية لأخوك يمتحن بيها ويرجعهالك تاني .. قلت آه دي هاتشحت عليا بقى .. قلتلها ياحاجة انتي عندك عربية ولا لأ ؟ .. قالتلي أيوة يابني بس كلهم مشغولين دلوقتي

أهوه حظك حلو واحدة فضيت تعال .. رحت على العربية .. ركبت .. أدور مش راضية تدور .. قلتلها مش راضية تدور .. نادت على واحد جه دور العربية .. مشيت بالعربية لحد الراجل اللي بيمتحن .. قالي : هات ورا .. جيت أجيب ورا الجير مش راضي يتحرك .. لقيت الباب التاني بيتفتح وواحد قعد يحاول مع الجير لحد ما جاب ( مارشيدير ) .. طلع واحد من نفس المنطقة بتاعتي ما اعرفوش أوي يعني .. هو كان جاي يخلص ورق وشافني بأمتحن فحب يوّجب معايا

وأخيراً الراجل قالي انزل ناجح .. ياه مش مصدق نفسي .. ناجح مين ياعم .. ده العربية ما مشيتش تلات خطوات على بعض .. أمال فين الأقماع والشغل الجامد .. فينك ياعم فتحي وفين دروسك ومحاضراتك

نجحت .. نجحت .. الحمد لله .. جبت كام في المية بقى ياعم .. دي ولا الثانوية العامية .. الراجل مضالي على الورق وقالي اطلع اتصور .. طلعت اتصورت وخلصت الإجراءات ونزلت استلمت الرخصة من تحت

هي دي رخصة مصر .. وعرفت بعدها ليه التأشيرة كان لونها أخضر .. ممكن علشان نفس لون الكوسة ,,, انتظرونا مع تفاصيل رخصة دبي إن شاء الله

2009-07-23

لو كان لي قلب لبكيت من أجلك

ويستمرُ الفراق .. أنتَ في دارِ النعيمِ .. ونحنُ في دارِ الشقاء ...
قد كنتَ يوماً بيننا كالبدرِ ينشرُ نوره عند المساء ...
لما أضاءَ الفجرُ أبت روُحك الغراءُ إلا أن تنشرَ نورَها في كلِ أرجاءِ السماء ...
وترقرقت قطراتها كالعذبِ من فيّ السقاء ...

كنتَ الضياء ليومنا, أضحينا من غير ضياء ...
كنتَ السراج لليلنا, فالليل نقضيه عناء ...
كنتَ الشفاء لجُرحنا, فالجُرح ينتظر الدواء ...

يومَ الوداعِ أبيتُ إلا أن أذُيب القلب من ألم الفراق ...
والعينُ تعتصرُ الأسىَ ترجوا لقاك ...
وكأن قلبي ساحة للحزن يملأه سناك ...
وكأن روحي فارقتني فالجسم أمسى بلا حراك ...

قد كنتَ تحملُ همةً وثابةً للخيرِ تأتي من دعاك ...
قد كنتَ بحراً زاخراً والجودُ بعضٌ من نداك ...
كم ليلةٍ قضّيتَها والليلُ يملأُه صدىَ دُعاك ...
كم أسرةٍ محرومةٍ واسيتَها فالبِر تحمله يداك ...

نظراتُ عيني لم تزل ترنوا إلى طيف شذاك ...
ورفعتُ كفي داعياً يارب فأرحمه هناك ...
ورأيتُ وجهاً باسماً فعرفت أنك كالملاك ...

رحمك الله يامحمد .. رحمك الله .. قد كنت تحيا بيننا وروحك معلقة بالعرش .. الأن فقط عرفت ما سر همتك العالية .. قد كنتَ ترتقي من دوننا تشتاق إلى لقاء ربك

رحمك الله .. فقد كنتَ للصغير أباً .. وللكبير أخاً .. وللفقير يداً بيضاء تمتد بالخير

حين ودعتني ليلة سفري وكأن قلبي يعلم أنه الوداع الأخير .. فارقتنا بعدها بأيام .. وهأنت ذا عام وشهور تحت الثرى .. فياليت شعري كيف أنت وكيف نحن .. رحلت وتركتنا .. ذهبت إلى دار النعيم - نحسبك كذلك - وتركتنا في دار الشقاء

اللهم أرحم محمد برحمتك .. اللهم أرحمه برحمتك .. اللهم لا تحرمنا أجره .. ولا تفتنا بعده .. وأغفر اللهم لنا وله