2008-07-25

الإدارة ببركة دعاء الوالدين


الإدارة علم كبير .. وفن من الفنون .. ومتعة حقيقية عند تطبيقها على أرض الواقع .. درست في الجامعة الإدارة .. وأنها : هي الوظيفة التي عن طريقها يتم الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق و أقلها تكلفة و في الوقت المناسب و ذلك باستخدام الإمكانيات المتاحة للمشروع


ودعاء الوالدين من الحاجات المهمة جدا في حياتنا .. اللي يمكن ربنا بيكرمنا علشانها .. ودعاء الوالدين مقبول إن شاء الله

ـ لكن ما العلاقة بين الإدارة كعلم .. وفن من الفنون وبين بركة دعاء الوالدين ؟؟ !! ـ

طول عمرنا كمصريين .. ويمكن غير المصريين كمان .. بنستخدم التعبير ده لما بنيجي نتكلم عن بعض الأمور " دي ماشية ببركة دعا الوالدين " .. والمعنى الذي يفهمه كل سامع .. إن الأمور ماشية بالبركة يعني ماشية كده وخلاص .. يعني من غير نظام ولا أصلا عارفين هي ماشية ازاي

ممكن تركب مع سواق تاكس .. والعربية مهكعة وصوت الموتور المزعج بتاعها صدعك .. بعد ما يقعد يشكيلك همومه .. تقوله ياعم أنت أزاي ماشي بالعربية دي كده .. والظروف دي كلها .. يقولك " دي ماشية ببركة دعا الوالدين " .. أو " دي ماشية بالبركة "

طالب راح يجيب النتيجة .. والكل عارف عنه إنه طول السنة لا قرأ صفحة ولا فتح كتاب .. واحد يسأل التاني أزاي ده نجح !! يقوله : ببركة دعا الوالدين

المهم

اكتشفت ان في علاقة عميقة وثيقة بين الإدارة وبركة دعاء الوالدين – بالمعنى الذي ذكرته طبعا – هذا الإكتشاف قد أنافس به " بيتر دراكر " مؤسس علم الإدارة وتايلور و ليفجستون وغيرهم ممن وضعوا بصماتهم على الطريق .. وعندي لذلك دلائل وبراهين مع مراعاة جميع جوانب البحث العلمي

تخيلوا معي

شركة تضم " مدير " يعطي لنفسه جميع الصلاحيات .. يريد أن يكون هو : المدير العام ومساعد المدير و مساعد مساعد المدير و مدير المبيعات ومدير التسويق ومدير الإنتاج .. يعني عامل نفسه سبع مديرين في بعض زي ما بنقول

يتخيل نفسه أنه يفهم في كل شئ .. إذا تحدثت معه في أي موضوع تجد أنه الأول فيه .. إذا تحدثت معه عن السفر والسياحة .. يخبرك عن رحلاته .. وذهابه وإيابه .. وسفره – على الفرست كلاس طبعا – وازاي إنه لف العالم حتة حتة وما سابش حتة فيكي ياكرة أرضية إلا وحط رجله عليها

وإذا انفتح موضوع عن الشراء والتسوق والشوبنج .. يكلمك عن المحلات اللي بيشتري منها – طبعا كلها ماركات عالمية مش أي كلام - وإذا تطرق الموضوع إلى العلاقات والمعارف .. يحكيلك عن معارفه وعلاقاته الواسعة .. وإن كبارات البلد كلهم " تحت باطه " .. وأرقام تلفوناتهم نفر نفر متسجلة عنده في الموبايل .. ولو مش مصدق هأرنلك عليهم

المهم طولت عليكم

الشركة دي تضم مئات العاملين .. وبالتالي مئات البيوت المفتوحة .. والأفواه التي تنتظر كل أول شهر ما يسد رمقها

طبعا المدير زي ما قلتلكم حاطط كل الصلاحيات في ايده .. وبالتالي ما فيش سلم وظيفي ولا يحزنون .. وكل واحد في الشركة دي بيعمل اللي هو عاوزه .. وناس تانية مش عارفة تعمل ايه لأنهم بجد مش عارفين يعملوا ايه مع إنهم نفسهم يعملوا اللي مش عارفين يعملوه – فاهمين حاجة !! –

الشركة دي بتبيع منتج من المنتجات .. طبعا المفروض إن أي شركة بتبيع أي منتج .. المفروض يكون عندها كاتالوج للمنتج ده .. الشركة دي بقى ما عندهاش كاتالوج ولا دياولوا .. تدخل أي مكتب من مكاتب الشركة دي هاتلاقي الورق منعكش وكل شئ متلغبط .. ومرة واحد موظف غلبان اقترح على المدير إنه يجيب البتاعة دي اللي فيها أرفف علشان ينظم الورق ده .. رد عليه وقاله : هو من كترة الورق يعني !! ـ

الشركة دي أي حد بيشتغل في أي قسم بغض النظر عن امكانياته وقدراته .. وهو يقدر يعمل ايه أو بيحب ايه .. مع إن ممكن واحد بيعمل في قسم معين انتاجه 20 % .. يمكن لو راح قسم تاني بيحبه هايكون انتاجه 80 أو 90 %

الشركة دي بتروح تشتري منها الشئ أبو عشرة يدهولك بعشرين .. والشئ ده ميعاده يوصلك بكرة . يوصلك الشهر الجاي .. ده طبعا إن وصلك

هاتسألوني طبعا الشركة دي قفلت أبوابها من أد إيه كده ؟؟؟؟

أرد عليكم أقولكم .. الشركة دي لسة شغالة .. يمكن كان ممكن تقفل أبوابها لو كانت تستخدم أحد أساليب الإدارة التقليدية .. زي الإدارة بالأهداف أو إدارة الجودة الشاملة مثلا .. لكن الشركة دي لسة شغالة لأنها بتستخدم اسلوب فريد في الإدارة .. " الإدارة ببركة دعا الوالدين " ـ

6 التعليقات:

عصفور المدينة يقول...

رأيت كثيرا من هذه الأمثلة ومستمرة ولكن المشكلة أنها كان يمكنها أن تكون أكبر من ذلك بكثير وأيضا المشكلة الأكبر تكمن في معنويات
"البشر
التي تكون محطمة غالبا ومضطربة
ربنا يرحمنا بس الشركات دي لو مشيت صح حييجي الغرب يشتروها وتتعولم
:)
لكن بركة دعاء الوالدين وبركة الصدقة وأمثالها مخليها ماشية جنب الحيط بس ماشية

د. إيمان مكاوي يقول...

يمكن تكون الشركه فعلا فتحه لدلوقت لكن فتح زي قلته ..أكيد مع الوقت هتفقد مصداقيتها ومش هيكون ليها مستقبل ده غير إن العاملين فيها أكيد كل واحد بيشتغل وفي نفس الوقت بيدور على فرصه تانيه للهرب
تحياتي لموضوعك ومدونتك

عالم حبيب يقول...

أخي الحبيب عصفور المدينة .. يسعدني دائما مرورك الكريم وكلماتك الطيبة .. كما ذكرت فهذه الشركات أو أي مؤسسة من الممكن أن تكون أكبر مرات ومرات .. لكن المشكلة تكمن في أن لا تخطيط ولا إدارة ..كله ماشي " بالبركة "

عالم حبيب يقول...

حياكي الله أختى أم البنين .. ما شاء الله كأنك شغالة في الشركة دي وحاسة بمشاعر اللي شغالين فيها

بارك الله مرورك الكريم

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

جميلة الفكرة جدا
كوميديا حزينة
أقولك على سر
أنا أشتغلت فى الشركة دى خمس سنين
ولما سيبتها لاقيتنى وقعت فيها تانى سنتين
بس دلوقتى الحمد لله ليا تلات سنين
شغال فيها برده
يا بركة دعاء الوالدين

مع أروع تحية
السلام عليكم ورحمة الله

عالم حبيب يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب مصطفى " مع إصراري "

الله يكرمك يارب حبيبي

للأسف الشركة دي منتشرة في اماكن كتير .. وراك وراك في اي مكان تروحه .. إلا أن يشاء الله وربنا يكرم العقول وتطور نفسها وتستخدم نوع ادارة جديد محترم .. بدل الادارة بالبركة