2011-02-04

جمعة الرحيل 4 فبراير 2011

أنا أبدأ من النهاية إلى البداية .. ككل شئ في مصر يسير بالمقلوب .. وإن شاء الله سينصلح الحال قريباً.. فنظراً لإنقطاع الإنترنت الأيام الماضية لم أستطع كغيري التعليق على الأحداث .. ربما أعود لذلك بعد هذا اليوم الحافل .........

اليوم هو جمعة الرحيل 4 فبراير 2011 .. رحيل النظام المصري الفاسد

الروح المعنوية مرتفعة جدا للمعتصمين في ميدان التحرير .....

البلطجية وأفرد الشرطة السرية هاجمت الصحفيين وأفراد لجنة حقوق الإنسان وحطموا معدات الصحفيين ومصادرة جميع الكاميرات .. مما ينذر بوجود مخطط ضد المعتصمين بعيداً عن أعين الصحافة ......

التلفزيون المصري استكمالاً لشعار " الكذب حصري على التلفزيون المصري " والغيبوبة التي يعيشها أنس الفقي وزير الإعلام يبث اشاعة تقول أن المعتصمين بدأوا في العودة إلى منازلهم وأنهم شكلوا لجنة لمقابلة نائب الرئيس عمر سليمان .. طبعاً الغرض بث روح الإحباط في نفوس الناس لعدم المجئ إلى ميدان التحرير .......

بعض قنوات رجال الأعمال المستفيدين من بقاء النظام الفاسد يبثون الاشاعات ........

الأعداد في تزايد .......

تم تأمين أغلب المداخل .. بعض البلطجية يحاولون اقتحام أحد المداخل وتم ردعهم وتراجعوا .....

البلطجية وبعض أفراد قوات الجيش يصادرون الأدوية والمواد الغذائية التي يُحضرها البعض للمعتصمين .......

المعتصمين يقتسمون اللقيمات .. الوحدات الطبية تنتشر في كل مكان يساعد فيها بعض المتطوعين من الأطباء .. ليس لديهم سوى البيتادين والقطن وبعض الأدوية الخفيفة .......

بعض البلطجية يرشقون المعتصمين بالألفاظ النابية والمعتصمين يردون عليهم بالتصفيق أحياناً والتكبير أحياناً أخرى .. إنهم بصدق يستحقون الشفقة ......

بعض البلطجية يذهبون عائدين من حيث أتوا .. فهم لا يستطيعون تحمل البرد ولا أي عقبات لأنهم يؤدون عملهم مقابل 50 جنيه ووجبة من كنتاكي وسلاح أبيض لا يُسترد كما صرح بعضهم .......

اللجان التي تقف لتأمين حماية المعتصمين في المداخل بتفتيشهم أحد الأفراد وجدوا معه سكين تبين فيما بعد أنه أحد أفراد الشرطة الهاربة .. تم تسليمه إلى رجال الجيش دون الإعتداء عليه نهائياً ......

المعتصمون كأنهم يعيشون حلماً جميلاً سيتحقق عن قريب .. ينتظرون الفجر .. فجر الحرية .. جميع الفئات هنا في ميدان التحرير .. دكتور الجامعة , الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة , كبار السن , نساء , حتى أطفال صغار ......

المنظر رائع جداً .. هنا مجموعة تحرس مداخل الميدان .. وهنا مجموعة تتسامر .. وهنا البعض يغني الأغاني الوطنية .. وهنا بعض الأشخاص في غفوة نظراً للإجهاد الذي عانوه طوال اليوم .. وهنا البعض يقرأ القرآن .. وآخرين يقيمون الليل .....

آذان الفجر يرتفع في ميدان التحرير ......

أكبر صلاة فجر من الممكن أن يشاهدها إنسان .. تتذكر حينها قول رئيسة وزراء اسرائيل : لن ينتصر المسلمين إلا إذا كان عددهم في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة ........

تحديث

قبيل صلاة الجمعة بدقائق .. في طريقي من جديد .. العديد من البلطجية يقودهم شخص يبدوا أنه من أمن الدولة يوقفون الميكروباص الذي أستقله .. يصعد ذلك الشخص ويأمرنا أن نبرز هوياتنا الشخصية ويحقق معنا من أين أنت قادم وإلى أين أنت ذاهب .. ينزل ويصعد أحد البلطجية يحمل في يده خنجر كبير .. يأمر أحد الأشخاص أن يفتح الشنطة التي يحملها .. يعترض الرجل ويصر البلطجي .. تبين أن الشنطة فيها خضار يحمله الرجل ليبيعه .. كل ذلك بالطبع لمنع أي أحد في طريقه إلى الميدان ......

آذان الجمعة يرتفع .. أتوجه إلى أقرب مسجد لإدراك الصلاة .. يصعد شخص المنبر .. يبدأ في خطبته التي يبدوا أنه تلقاها من جهاز أمن الدولة تجمعت فيها كل عناصر الإحباط وبث الهلع والخوف في قلوب الحاضرين والتخويف من الفقر الذي سيلحق بنا بسبب هؤلاء الشباب .. ويقول أنه حرررررام ما يفعلونه .. لو عاوزين شغل أو أي مطالب ليهم يكتبوها في ورقة ويقدموها بشكل كويس لأي وزير !!

ويشكك في هؤلاء الشباب الأطهار الأبرار .. يقول الشباب نايمين هناك جنب البنات .. طب بياكلوا ازاي .. قلت أنا : لكم الله ياشباب التحرير .. مرة يقال عنكم أنكم تابعين لإيران ومرة يقال أنكم تلقيتم تدريبات في اسرائيل ومرة ........ الخ هذه التهم الكاذبة .. العجيب أن الناس العادية اعترضوا على ما قاله .. لا زال هناك أمل .......

هناك أمل أيضاً لأن في الأمة لا زال هناك علماء أحرار كفضيلة الشيخ القرضاوي الذي وجه اليوم في خطبته رسالة للشباب أن أثبتوا .. وحذر من علماء السلطة الذين يثنون الشباب عن عزمهم .. وكالشيخ صفوت حجازي الذي يشارك في المسيرات بشكل يومي مع الشباب .. وغيرهم الذين يملأونا بالأمل ........

في طريقي بعدها أوقفتنا قوات الجيش تتفحص في الوجوه .. أظن لإعتقال أي أحد في طريقه إلى الميدان .. إلى هذا الحد وصل بهم الهلع والخوف والرعب ؟؟

في النهاية عدت إلى منزلي محبطاً .. فقد تخيلت أننا تخلصنا من بلطجة أمن الدولة وها هم يظهرون من جديد .. نمت واستيقظت قبل المغرب لأجد ميدان التحرير يضم أكثر من مليون ونصف .. وملايين آخرين على مستوى الوطن .. إذن هناك أمل .. هناك أمل ........

1 التعليقات:

عبدالله بيه رفاعي يقول...

قلائل هم من يدركون ما تقول

ان شاء الله اليوم اليوم اليوم اليوم
سيرحل سيرحل ليس فقط و حسب لكن سيتم عقابه و محاسبته هو و زبانيته ..

تمسك بكلماتك و ان وجدت اغلبهم لا يسمعون ,, تمسك برأيك ومعتقدك و ان رأيت اغلبهم لا يفهمون .